أكد المطرب فريد باق أن قيمة الفنان بوجود جمهوره، كونه يستمد قوته من محبيه ومتتبيعه، مشيرا إلى أنه كان مشاركا في بالي الرقص، ليقرر بعدها دخول عالم الفن ويطلع الجمهور على صوته وموهبته، خاصة أنه من عائلة فنية؛ فعمته عيشة كعروف كانت ضمن فرقة الراحلة فضيلة الدزيرية، وجده كان عازفا على آلة البانجو، اقتحم عالم الشهرة من خلال أغنيته “ايناس إيما” التي عرفه بها الجمهور، “المساء” التقت فريد باق ونقلت لكم هذا الحوار. “المساء”׃ من هو فريد باق؟ ”فريد باق”׃ فريد باق ابن مدينة تيزي وزو يعيش بالغربة، أحب الفن منذ صغره، بدأت حياتي الفنية بالرقص ضمن فرق الرقص التي تصاحب الفنانين، عملت خلالها مع كل من مليكة دومران، كريمة وغيرهم كان عمري أنداك 18 سنة، وبعدها شاركت في مخيمات صيفية وأخرى للكشافة، وشيئا فشيئا قررت دخول عالم الغناء وتجربة حظي، كما يقال، لأن عشق الفن كان يسير في دمي مند الصغر.
من كان وراء ظهورك على الساحة الفنية؟ احتككت بعدة وجوه فنية، كنت أرافق جدي إلى الحفلات وأحمل له آلة البانجو التي يعزف عليها، كما أن عمتي كعروف عيشة كانت ضمن فرقة المرحومة الدزيرية، فكل هذه العوامل دفعتني لتسجيل أول ألبوم لي، وبعدما لقي نجاحا قررت مواصلة إصدار أعمال أخرى، كما كان أول صعود لي على المنصة من خلال العمل مع جمعيات بفرنسا، في إطار حفلات مقامة لفائدة المعاقين، وغيرها.
متى صدر أول ألبوم لك، وكم هو عمرك الفني؟ قمت بإصدار أول ألبوم سنة 2000، حمل اسم “نادية”، لقي رواجا ونجاحا كبيرين، مما حفزني للإنتاج أكثر، بعدها أصدرت ألبوما آخر أطلقت عليه اسم “الجياسكا” الذي أهديته لفريق شبيبة القبائل، وفي سنة 2010 أصدرت ألبوما بعنوان” الجزائر”، وهو يضم أغنية “ثامورث الجزاير” أغنية الفنانة جميلة التي قمت بتعديلها ووضعتها في كليب، لدي 5 ألبومات صدرت لي منذ بداية مشواري الفني، حيث صدر الألبوم الخامس في شهر جويلية الماضي، يضم أغاني عاصمية سجلته مع دار الإنتاج “زهير دنيا”، إذ لقي نجاحا كبيرا من طرف الجمهور، ولآن أنا بصدد التحضير لألبوم جديد.
ما هو جديدك؟ أنا الآن بصدد التحضير لإنتاج جديد يضم عدة أغان، فيه أربع أديتها بالقبائلية، منها أغنية عن الحنة “اشويق الحني”، الأولياء الصالحين، “الحب” وكذا ثلاث أغان قدمتها لي سلمى عنقر وأخرى لشقيقها، كما سيضم هذا الألبوم أغنية ثنائية تشاركني فيها الفنانة علجية، وهو يحمل الكثير من المفاجآت.
بصفتك فنانا يعيش بالغربة، كيف تجد الجمهور داخل وخارج الوطن؟ الجمهور نفسه أينما ذهبت، كلما توجهت لإحياء حفل فني رفقة الفنانين أمثال علجية، كمال حمادي وغيرهم سواء داخل أو خارج الوطن، يكون الجمهور نفسه والحماس نفسه، لأن الفنان بتعامله مع جمهوره يقضي على الفرق.
من أين تستمد المواضيع التي تتناولها في ألبوماتك؟ المواضيع التي أتناولها في ألبوماتي أستمدها من الحياة اليومية والمحيط الذي أعيش فيه، جلها تتعلق بالحب، والأم التي تعد عماد البيت. كما قمت بإعادة أغان لفنانين تأثرت بهم أمثال معطوب الوناس وسامي الجزايري رحمهم الله، وهو ابن مدينة تيزي وزو، وصديق العائلة، أعدت أغنية له تحمل عنوان “ذاشو ايثخذمض ايووليو”، كما أعدت أغاني لشريفة، آيت منقلات وغيرهما، وقدمت أغان خاصة بالأعراس من دار الإنتاج “مايا” وقد لقيت نجاحا كبيرا، كما أنني أقترح أفكارا ومواضيع على كتاب الكلمات يقومون بقولبتها.
هل وجهت مشاكل مع دور الإنتاج خلال مشوارك الفني؟ طبعا هناك مشاكل ، وأنا لا أنتقد أحدا، لكنها عراقيل موجودة في حياة كل فنان، مما يجعل البداية صعبة، وأنا شخصيا أعتبر الصعوبات حافزا للنجاح ومنها أستمد القوة لإنتاج أفضل وأحسن.
شاركت في عدة جولات فنية، كيف كانت تجربتك؟ شاركت في عدة جولات فنية داخل وخارج الوطن وأعتبر مثل هذه الجولات فرصة مناسبة للتقرب أكثر من الجمهور وتعريفه بالفنان، فثمة فنانين يعرفهم الجمهور من خلال الصوة فقط، وكانت الجولات فرصة للتعرف عليّ، كما قمت بجولات في فرنسا مع الفنانة علجية، وصراحة أحب التعامل والمشاركة في حفلات معها لأنني أعتبرها أختاوصديقة.
كيف تقيّم واقع الأغنية القبائلية حاليا؟ أراها في مستو جيد، حيث تحسنت كثيرا والحمد لله، لقد شهدت الأغنية تحسنا وتنوعا في المواضيع، في الموسيقى وغيرها، مما جعلها تصل إلى العالمية بفضل عدة فنانين، فنحن كجيل جديد ساهمنا في تنويعها، هذا لا يعني أننا ننكر ما قدمه القدماء، فهم يعتبرون وسيضلون مدرسة لكل الأجيال وما قدموه هو الأساس في الفن، وما جاء به المطربون الجدد ساهم بدروه في ترقية الأغنية القبائلية، ألبومي الخامس الذي صدر هذه السنة أدرجت فيه الموسيقى التركية، وهذا شيء جميل طالما أنه يخدم الأغنية ويجعلها ترقى وتتطور أكثر.
من هو فنانك المفضل؟ أحب كل الفنانين، لكن أميل للفنان الراحل سامي الجزايري ابن مدينتي، كان يأتي إلى منزلنا، كما أنني أحب الفنان الراحل معطوب الوناس.
كلمة أخيرة؟ سأعمل على تقديم الأفضل للجمهور الذي يترقب جديدي، ونتمنى أن نكون عند حسن الظن، ونواصل العمل نحو الأمام لبلوغ مستقبل أفضل.