تحادث الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، السيد مجيد بوقرة، أمس الأربعاء، بالجزائر، مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية، كريستوفر روس، الذي يقوم بجولة في المنطقة. ويتواجد السيد روس، منذ أول أمس، بالجزائر، بعد جولة قادته إلى المغرب ومخيمات اللاجئين الصحراويين والأراضي المحتلة ثم إلى موريتانيا باعتبارها بلدا مجاورا. وكان السيد بوقرة قد صرح للصحافة "أن جولة السيد روس تندرج في إطار الجهود التي يبذلها باسم الأمين العام للأمم المتحدة لمساعدة الطرفين المتنازعين على إيجاد حل سياسي مقبول من كلا الطرفين من شأنه أن يضمن للشعب الصحراوي الحق في تقرير مصيره". وسبق لوزير الشؤون الخارجية، السيد رمطان لعمامرة، أن التقى على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة نهاية شهر سبتمبر السيد روس، حيث قدم له هذا الأخير عرضا عن نشاطاته قبل زيارته المنطقة، علما أن آخر زيارة للمبعوث الاممي إلى المنطقة كانت شهر أفريل الماضي، حيث قادته إلى المغرب والأراضي المحتلة بالصحراء الغربية وإلى مخيمات اللاجئين الصحراويين. وكانت مشاركة السيد لعمامرة في هذا المحفل الاممي فرصة لتجديد موقف الجزائر إزاء القضية الصحراوية، حيث أكد أن بلادنا متمسكة بحقوق الشعوب في تقرير مصيرها وأنها تؤيد تكثيف جهود المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة، كريستوفر روس، لدفع الطرفين المتنازعين (المغرب وجبهة البوليساريو) إلى رفع العراقيل لتمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره بكل حرية. كما لم تتردد الجزائر في التأكيد في عدة مناسبات على دعم حل عادل بين المغرب وجبهة البوليساريو للقضية الصحراوية، بما يضمن حق تقرير المصير للصحراويين، من خلال تشجيع الطرفين على السعي إلى بلوغ هذا الحل في كنف احترام الشرعية الدولية. وتنبع قناعة الجزائر بالدفاع عن القضية الصحراوية في سياق حرصها على التمسك بمبدأ مساندة الشعوب في كفاحها التحرري وهي (الجزائر) التي اعتمدت على الكفاح المسلح لاسترجاع سيادتها، حيث لم تتوان منذ الاستقلال سنة 1962عن مساندة كل الحركات التحررية في العالم. وهو ما قامت به أيضا تجاه جبهة البوليزاريو التي قررت منذ سنة 1973 حمل السلاح ضد الجيش الإسباني في البداية، قبل أن تنتقل لمواجهة الجيوش المغربية، وكلف موقف الجزائر المساند لجبهة البوليزاريو عداء المغرب لها. ولم تخف الجزائر التي لم تتوقف عن استقبال عشرات الآلاف من اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف منذ نشوب النزاع المسلح بين المغرب وجبهة البوليزاريو دعمها للشعب الصحراوي من أجل تقرير مصيره. وساعد الاستفتاء الذي نظم في تيمور الشرقية الجزائر على تعزيز موقفها المتمثل في إدراج مسألة الصحراء الغربية ضمن قضايا تصفية الاستعمار طبقا لنصوص مختلف قرارات مجلس الأمن. وقد حظيت الجزائر منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار في الصحراء الغربية على غرار موريتانيا، بصفة مراقب في إطار خطط التسوية الأممية التي تنص على تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية وعلى هذا الأساس شاركت الجزائر في مفاوضات هيوستون وبعدها في مفاوضات لندن التي سعت لإيجاد حل لهذه الأزمة، حيث وقع المغرب وجبهة البوليزاريو على اتفاقيات هيوستون التي لم تتوقف الجزائر عن دعوة كلا الطرفين للالتزام بها كما أن البعثات التي يوفدها الأمين العام للأمم المتحدة كانت تمر دائما على الجزائر التي تكرر لها في كل مرة نفس الخطاب الذي فحواه أن الجزائر لا تشكل طرفا في النزاع حول الصحراء الغربية. وفي هذا الصدد، لم تتردد الجزائر في التذكير في كل مرة بأن قضية الصحراء الغربية، تبقى من مسؤولية هيئة الأممالمتحدة وحدها، كونها مسجلة وحاضرة منذ مدة طويلة على طاولتها، وأن محاولة حشر مشكل الصحراء الغربية في سياق جزائري- مغربي مجرد ضرب من ضروب المماطلة والتعطيل، حيث ترى بلادنا أنه ليس في مقدورها ولا هي تريد أن تحل محل الشعب الصحراوي في تقرير مستقبله. في حين تؤكد أن تسوية الصراع لن يتأتى إلا بحدوث اتفاق بين طرفيه أي المملكة المغربية والشعب الصحراوي.