تعيش بلدية ابن عكنون بالعاصمة مرحلة انتقالية، عقب المشاكل التي كان يتخبط فيها المجلس البلدي السابق، حيث أكدت الزيارة الميدانية التي قادت “المساء” إلى البلدية، أن الاستقرار عاد من جديد وتمكن المجلس المنتخب الحالي خلال قرابة السنة من السيطرة على زمام الأمور والانطلاق في تجسيد بعض المشاريع التي كانت عالقة، إذ أصبحت انشغالات المواطنين شغل أعضاء المجلس الشاغل، حسب المسؤول الأول بالبلدية السيد كمال بوعرابة ل”المساء”، لكن في المقابل تبقى بعض العراقيل عالقة، أهمها نقص العقار وقلة الأموال التي ترهن بعض المشاريع. يعمل منتخبو بلدية ابن عكنون على إعادة الاعتبار لبلديتهم التي عاشت ظروفا صعبة في العهدة السابقة، وتسعى السلطات المحلية في الوقت الراهن إلى استدراك المسيرة التنموية في مختلف المجالات التي كانت مشلولة.
ميزانية غير كافية ومشاريع محلية كثيرة تلوح في الأفق في الوقت الذي يطالب المواطنون ببلدية ابن عكنون بالمشاريع المحلية، على غرار التهيئة والإسكان، سخر المجلس البلدي ميزانية معتبرة للاهتمام بانشغالات السكان، قدرت ب 32 مليار سنتيم؛ خصصت 24 مليار سنتيم منها لقسم التسيير و8 ملايير و260 مليون سنتيم لقسم التجهيز، كما رصدت ميزانية أجور العمال لسنة 2013 ب 14 مليارا و765 مليون سنتيم، يؤكد السيد كمال بوعرابة ل “المساء”، موضحا أن هذه الميزانية غير كافية لإنجاز مختلف المشاريع التي تحتاجها البلدية، خاصة أن هذه الأخيرة تشتكي من مشكل العقار، إلى جانب انعدام الإيرادات التي من شأنها رفع ميزانية البلدية، ومع ذلك - يقول محدثنا - سُخرت ميزانية البلدية لإعادة التهيئة الحضرية، حيث ستستفيد العديد من أحيائها من الإنارة العمومية مع إعادة تهيئة وتزفيت طرقها، علما أن أشغال التهيئة انطلقت مؤخرا بجميع الطرق الرئيسية والثانوية، منها الطريقان الوطنيان رقم 36 و41 اللذان يشهدان حركة كبرى للمركبات يوميا، إلى جانب إصلاح شبكة الإنارة العمومية، تجديد قناة صرف المياه وتهيئة الساحة العمومية، وفي هذا الإطار سيتم توسيع وعصرنة الساحة المركزية التي تقع وسط بلدية ابن عكنون، عن طريق إنشاء مساحات خضراء وأماكن للراحة، مع استكمال الملعب البلدي “خلوفي”، فضلا عن بناء ملعب جواري بحي مالكي.
السوق الجوارية والمستوصفات مطلب المواطنين الملح ونحن نتجول ببلدية ابن عكنون، تحدثنا إلى بعض المواطنين، فذكروا لنا أنهم يشكون من عدة نقائص، ويتمثل مطلبهم الأول في إنجاز سوق جوارية لأن البلدية تتوفر على سوق واحدة ضيقة لا تلبي حاجيات أغلبية المواطنين، الأمر الذي يدفعهم إلى التنقل إلى البلديات المجاورة بغرض اقتناء حاجياتهم، كما يعد توفير مستوصفات مطالبا آخر للسكان، حيث أكدوا ل”المساء” أنهم بحاجة لمراكز جوارية في مختلف الأحياء قصد التداوي، خصوصا في الحالات الاستعجالية، وهو الأمر الذي لم ينكره رئيس المجلس الشعبي البلدي، السيد بوعرابة الذي أكد لنا أن المجلس يضع كل هذه الانشغالات نصب عينيه، فإضافة إلى مشروع تهيئة وتزفيت العديد من الشوارع، إلى جانب تبليط الأرصفة على مستوى طريقي إيدير تومي وحي زيداك، تعمل السلطات المحلية على بناء قاعة علاج بين حيي أحسن محيوز وسيدي مرزوق، إضافة إلى إنجاز مستوصف آخر بحي مالكي، وسوق بحي سيدي مرزوق تضم 15 طاولة، قصد القضاء على الباعة الفوضويين.
العقار مشكل آخر يرهن المشاريع السكنية يعتبر السكن ضمن أولويات المطالب في أغلب بلديات العاصمة، بالأخص سكان ابن عكنون، حيث لا يزال قاطنو البنايات الهشة بحي المجاهدين، إلى جانب قاطني البيوت الضيقة بحيي مالكي وسيدي مرزوق ينتظرون التفاتة السلطات المحلية لترحيلهم إلى سكنات لائقة، بعد انتظار طويل دام سنوات عديدة، حيث أوضح السيد بوعرابة أن البنايات الفوضوية والقصديرية التي تم إحصاؤها تصل إلى 35 بيتا بحي المجاهدين، وفي الإحصائيات الأخيرة تم تسجيل ارتفاع في عدد السكنات الهشة لتصل إلى 44 بيتا تضم 194 عائلة، أما بالنسبة لطلبات السكن فقد تم إيداع ملفات خاصة بالأحياء التي تشمل كثافة سكانية كبيرة، تتمثل في حيي مالكي وسيدي مرزوق، إذ فاق عدد الملفات 1300 ملف، أغلبها سكنات اجتماعية، مشيرا إلى أنه تم تسجيل 28 عائلة جديدة معنية بعملية الترحيل المقررة في الأشهر القليلة القادمة، وستشمل 178 عائلة مستفيدة بصفة نهائية، علما أن إحصاء عام 2007 لم يشمل جميع العائلات المعوزة، كما أن الفترة التي تمت فيها العملية تصل إلى سبع سنوات، وهي مدة كافية للزيادة في عدد العائلات المحصاة، خصوصا عائلات المتزوجين الجدد، مما جعل السلطات المحلية تعيد النظر في العملية بأكملها، عن طريق تشكيل لجنة لتسجيل العائلات التي لم تحص مسبقا، خصوصا أنها تقطن داخل تراب البلدية قبل سنة 2007.