طالب المتدخلون في أشغال الندوة الإفريقية للتضامن مع كفاح الشعب الصحراوي، المنعقدة بالعاصمة النيجيرية أبوجا، أمس، الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي بالضغط على المغرب من أجل حمله على الإيفاء بالتزاماته في تسوية القضية الصحراوية وفق الشرعية الدولية المقرة بحق الشعوب المستعمرة في تقرير مصيرها وفي مقدمتها الشعب الصحراوي. ومثل الجزائر في أشغال الندوة وزير العدل حافظ الأختام، السيد الطيب لوح، الذي نقل التحيات الأخوية لفخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة للمشاركين في الندوة. وجدد التأكيد في كلمته أن الجزائر تبقى وفية لتاريخها ومبادئها التي انخرطت على أساسها وبكل قوة في معركة تحرير الشعوب وتواصل دعمها لشعب الصحراء الغربية في كفاحه من أجل استرجاع حقوقه. وأضاف وزير العدل أن الجزائر ستواصل كبلد مجاور لطرفي النزاع، جبهة البوليزاريو والمملكة المغربية في تقديم الدعم والمساعدة لجهود الأمين العام الاممي ومبعوثه الخاص، كريستوفر روس، الهادفة إلى مساعدة طرفي النزاع على التوصل إلى حل يؤدي إلى تقرير مصير شعب الصحراء الغربية عن طريق تنظيم استفتاء حر ومنظم تحت إشراف الأممالمتحدة. وأكد لوح أنه من الطبيعي أن إفريقيا التي تعمل أكثر فأكثر على التعبئة من أجل التكفل بالقضايا ذات الصلة بالسلم والأمن الدوليين والتنمية أن تتصدر أولوياتها مسألة تسوية نزاع الصحراء الغربية. وذكر بأن لقاء ابوجا اليوم يأتي في سياق القرار الذي صادق عليه رؤساء وحكومات الاتحاد الإفريقي بمناسبة قمة خمسينية المنظمة القارية للحل العادل والدائم لنزاع الصحراء الغربية على أساس الحق في تقرير المصير، مشيرا إلى أن القمة قررت أن يظل الاتحاد الإفريقي متابعا لهذه القضية إلى غاية تسويتها بالتنسيق مع الأممالمتحدة. وبينما ذكر وزير العدل بأن الدول الإفريقية نالت استقلالها بتقديمها التضحيات الجسام طيلة كفاحها التحرري تدرك أكثر من غيرها أن نزاع الصحراء الغربية لا يمكنه هو الاخر أن يجد حلا إلا عبر تطبيق اللائحة الأممية 1514 التي مهدت الاستقلال لبلادنا الجزائر، وأكد لوح انها ستظل مرجعا لضمان حق الشعوب المستعمرة في حرية التعبير عن إرادتها لتحديد مصيرها. وهو ما جعله يؤكد أيضا أن أي مقاربة أخرى تهدف الى فرض الامر الواقع للاحتلال والالتفاف حول حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره تشكل خرقا صارخا للقانون الدولي وتتعارض مع عقيدة الاممالمتحدة في مجال تصفية الاستعمار. ومنه فإن الحل الوحيد والعادل والدائم هو الذي يسمح له بكل حرية وسيادة باختياره ويتيح لشعوب المنطقة تحقيق حلمها بظهور فضاء مغاربي مزدهر يقوم على أساس مبدأ التكامل وتكافؤ المصالح. وهي المقاربة التي ألح عليها جل المتدخلين وفي مقدمتهم عبد الوحيد عمر، رئيس المؤتمر الوطني النيجيري للشغل، منظم الندوة الذي أكد على تضامن الشعوب الإفريقية ونقاباتها مع عدالة القضية الصحراوية ومع حق شعب الصحراء الغربية في الحرية والاستقلال. ولان الندوة حملت شعار "استقلال الصحراء الغربية إنهاء الاستعمار من إفريقيا" فقد أكد المتدخلون أنه لا حل للقضية الصحراوية إلا من خلال تنظيم استفتاء تقرير المصير الذي انخرطت فيه المنظمة الاممية منذ عام 1991 عبر إنشائها بعثتها إلى الصحراء الغربية "مينورسو". وعرفت الندوة في يومها الاول إلقاء عدة محاضرات حول مسؤولية الاتحاد الافريقي والاممالمتحدة في تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية وأيضا تقديم لمحة تاريخية عن حقيقة النزاع في هذا الإقليم الذي كان واقعا تحت الاحتلال الاسباني قبل أن تستعمره دولة جارة وشقيقة. وعرفت الندوة إلى جانب حضور وزير العدل الجزائري حضور أحمد حمدي الأمين التنفيذي للاتحاد الإفريقي إضافة إلى مشاركة وفود نقابية عمالية إفريقية ومؤسسات المجتمع المدني، من بينها إسبانية، وأساتذة جامعيين من عدة دول افريقية. وتتواصل أشغال الندوة اليوم بإلقاء المزيد من المحاضرات التي تعني كل جوانب القضية الصحراوية من مسألة انتهاكات حقوق الإنسان التي تمارسها سلطات الاحتلال المغربي ضد المواطنين الصحراويين الى استغلال الثروات الطبيعية لهذا الاقليم المحتل وتضامن القارة الإفريقية بشعوبها وحكوماتها ومؤسسات مجتمعها المدني مع شعب الصحراء الغربية. مبعوثة المساء إلى نيجيريا: صبرينة محمديوة