في أول تجربة له، قدم المخرج عصاد سي الهاشمي، نهاية الأسبوع، بقاعة ابن زيدون، العرض الأولي لفيلمه الوثائقي “أذيذير أميس أومازيغ” أو”يحيا ابن الأمازيغ”، حيث تناول المسار الثوري لمحمد إيدير آيت عمران ونضاله من أجل اللغة والثقافة الأمازيغية في سنوات الأربعينات من القرن الماضي، انطلاقا من الأنشودة المعروفة “أكر أميس أومازيغ” التي نظمها الفقيد وغنتها هيئات الحركات الوطنية على غرار الكشافة الإسلامية الجزائرية. في هذا الصدد، أكد المخرج في حديثه ل«المساء”، عقب نهاية العرض، أن الأنشودة كتب نصها الأصلي في جانفي 1945 بثانوية ابن عكنون، وعبر فيلمه يقدم وثيقة كدليل وهي للفنان الشاعر إيدير آيت عمران وهي عبارة عن رسالة لسعيد شيبان الذي درس معه في الثانوية نفسها، موضحا أن النص شابته شكوك حول صاحبه، خاصة بعد أن عرفت الأغنية شهرة كبيرة وبلغ صداها حتى الأجيال اللاحقة، على غرار آيت منقلات الذي أخذ من لحنها والمقطع الأول من النص وكذلك فرقة جرجرة وغيرهما. وتابع سي الهاشمي حديثه أنه تعمد وضع سياقات أخرى للنص الثوري وأن الحركة الوطنية تقبلت الأمازيغي بكل تفتح، وأن الأمازيغ المناضلين فرضوا لغتهم كجزائريين وثوريين، وكانت تغنى في كل مناطق الوطن وذكر كمثال المؤرخ الكبير والمناضل في الكشافة الإسلامية محفوظ قداش. وركز المخرج الذي استعان بصور من ألبوم العائلة وشهادات أسرة الفقيد وشخصيات نضالية وتاريخية ممن عرفه عن قرب على مكانة أنشودة “أكر أميس اومازيغ” (انهض يا ابن امازيغ)، مؤكدا من خلال شهادات أنه مؤلف هذا العمل الذي يلخص في معناه الواسع قناعة الرجل ونضاله من أجل اللغة والثقافة الأمازيغية كمطلب موحد، وقد ذكر رفاق آيت عمران وزملاؤه في الدراسة أمثال المناضل والطبيب سعيد شيبان والمناضل الصادق هجرس ظروف تأليف هذه الأنشودة خلال تواجده في قسم الدراسة ببن عكنون. وتطرق الوثائقي إلى الجوانب النضالية للرجل الذي انضم مبكرا إلى الحركة الوطنية كمناضل في صفوف حزب الشعب بتيارت ومحطات من نضاله من أجل اللغة الأمازيغية مدعما الصور بشهادات لمؤرخين أمثال محمد حربي ومالحة بن براهيم والجامعي المختص في اللغة الأمازيغية يوسف نسيب. إلى جانب الحياة النضالية للرجل الذي شغل عدة مناصب في وزارة التربية، تطرق الفيلم إلى الحياة الخاصة لهذه الشخصية من خلال شهادات أبنائه وزوجته. ورافق الفيلم عرض كتاب عن حياة محمد ايدير ايت عمران بعنوان “مسار رجل ثقافة” من تأليف مخرج الفيلم إضافة إلى شريط أنشودة “اكر اميس اومازيغ” وكراس بالبراي لفائدة المكفوفين. مدة الفيلم 52 دقيقة، واستهل المخرج تصويره من قرية تقيدونت باث وسيف بالقبائل مسقط رأس ايدير ايت عمران مرورا بالسوقر (تيارت)، حيث استقرت أسرته في الثلاثينات من القرن الماضي إلى العاصمة التي واصل بها دراسته بثانوية “بيجو” المسماة حاليا “الأمير عبد القادر” ثم ثانوية بن عكنون، وأراد تكريم روح الفقيد الذي وافته المنية في 31 اكتوبر 2004، وكذا إعادة الاعتبار للرجل وما قدمه طيلة حياته النضالية الغنية بالجهود والمثابرة لإعطاء اللغة والثقافة الأمازيغية مكانتها المستحقة في الجزائر.