تابع العالم عامة والعالم العربي خاصة سباق مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي الأمريكيين وتابع مواقف كل منهم من الصراع في الشرق الأوسط وبالتحديد في فلسطين والعراق وهي المواقف التي جاءت نسخا طبق الأصل لمواقف إدارة بوش. ولم يفاجأ المتتبعون إعلان أوباما في الأيام الأخيرة من المنافسة مع هيلاري كلينتون دعمه المطلق لإسرائيل لإبقائها القوة الضاربة في المنطقة وبالتزامه بالعمل على أن تقوم الدولة اليهودية على فلسطين السليبة وعاصمتها القدس الموحدة. تصريحات منسجمة مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ إعلان قيام الكيان الصهيوني واختيار فلسطين أرضا له لإقامة دولته. وبالتالي يقتصر دور الرئيس الأمريكي أيا كان الشخص وأيا كان التنظيم السياسي الذي يرشحه على إدارة هذا الصراع العربي - الإسرائيلي أو الفلسطيني- الاسرائيلي بما يخدم المحتل في تحقيق مشروعه الاستيطاني. ولا يختلف رؤساء الولاياتالمتحدة الذين تعاقبوا على البيت الأبيض والذين ينتظرون دورهم فيه إلا في إضفاء مسحة شخصية على إدارة هذه المعارك السياسية والدبلوماسية التي لا تنتهي عبر المؤتمرات والندوات والوعود التي لا يتم الوفاء بها. ومهما تكن مواقف الوافد الجديد للبيت الأبيض سوف يقتصر دوره على إدارة الوضع في العراق وفي فلسطين دون اتخاذ قرارات حاسمة لإنهاء هذا الصراع أو ذالك وتلكم ستكون مرحلة ما بعد بوش وستبقى دار لقمان على حالها.