أعلن السيناتور الديمقراطي، باراك أوباما، فوزه بترشيح الحزب الديمقراطي إلى الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأربعاء، بعدما حصد ما يكفي من أصوات المندوبين إثر فوزه بانتخابات ولاية مونتانا، متوجهاً بالشكر نحو منافسته، هيلاري كلينتون، التي اعتبر أنها كانت مثالاً أعلى في الكثير من القضايا العادلة. * * ونفى أوباما أن تكون الانتخابات قد تسببت بانقسام في الحزب الديمقراطي، قائلاً إن التنافس أقنع كافة الأمريكيين بأن الأمر "لا يقتصر على تغيير الحزب الحاكم في واشنطن، بل تغيير واشنطن نفسها،" مطلقاً حملة عنيفة ضد المرشح الجمهوري، جون ماكين، فاتحاً بذلك المواجهة المباشرة بين الحزبين للفوز بالبيت الأبيض. * * * هيلاري تقر بالهزيمة * * * بالمقابل، أقرت كلينتون، بفوز منافسها الحزبي، باراك أوباما، رغم فوزها بأصوات ولاية داكوتا الجنوبية، في حين عرضت مصادر مقربة منها إمكانية ترشحها إلى جانبه في منصب نائب الرئيس.وكانت كلينتون قد قالت في خطاب ألقته الأربعاء إنها لن تأخذ حالياً قرارات حاسمة حول خطواتها القادمة، وخاصة بالنسبة لحملتها الانتخابية. * وقالت كلينتون: "في الأيام المقبلة سأستشير المناصرين وقادة الحزب لتحديد كيفية السير قدماً، واضعة مصلحة الحزب والبلاد نصب عيني." * * أوباما يفتح النار على جون ماكين * * تحدث أوباما من ولاية مينيسوتا، ملقياً خطاباً نارياً، خصص القسم الأكبر منه لتوجيه انتقادات لاذعة نحو منافسه الجمهوري، جون ماكين، معلناً فتح المعركة الرئاسية بين الديمقراطيين والجمهوريين على مصراعيها.وقال أوباما: "أرحب بماكين وأقدر إنجازاته، وإن رفض الاعتراف بانجازاتي، خلافي معه ليس شخصياً بل سياسياً لأن وقوفه مع بوش في 98 في المائة من المناسبات أمام الكونغرس ونيته المحافظة على سياسته الاقتصادية والاجتماعية، وخطته حيال العراق لأربعة أعوام مقبلة ليس تغييراً." * ونفى أوباما أن تكون الانتخابات قد تسببت بانقسام في الحزب الديمقراطي، قائلاً إن التنافس الديمقراطي أقنع كافة الأمريكيين بأن الأمر "لا يقتصر على تغيير الحزب الحاكم في واشنطن، بل تغيير واشنطن نفسها،" مشيراً إلى أصوات الناخبين السود وأصحاب الأصول اللاتينية القياسية خلال الفترة الماضية. * * ...ويتمسك بمطاردة بن لادن و سحب القوات الأمريكية من العراق * * وقال أوباما حول نظرته المستقبلية للوضع في العراق: "لن أقف هنا وأقول أن هناك الكثير من الخيارات في العراق، لكنني أقول أنني لن أقبل بقاء القوات الأمريكية فيه لمائة عام، رغم تشتت الجيش وتجاهلنا للمخاطر الأمنية الأخرى وعزل الولاياتالمتحدة خلال الفترة الماضية، يجب أن نخرج من العراق بحرص شديد كما دخلنا بطيش شديد." * وحدد أوباما معالم سياسته الخارجية بالقول: "يجب مواصلة مطاردة قادة القاعدة بأفغانستان ومواجهة المخاطر العالمية المقبلة من أمراض ومسائل طاقة، وجعل قادة الديكتاتورية حول العالم يعرفون موقفنا."وقال السيناتور الأمريكي: "ماكين تفاخر بزيارة العراق، ولكن حبذا لو زار المدن الأمريكية لرأى وفهم ما يحدث من مصاعب اقتصادية." * * * هل يختار أوباما منافسته المهزومة لتكون مرشحته لمنصب نائب الرئيس ؟ * * وبعد حسم السباق الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية لصالحه هل يختار باراك اوباما منافسته المهزومة هيلاري كلينتون لتكون مرشحته لمنصب نائب الرئيس..تقول كلينتون أنها لا تمانع في بحث الفكرة كما بدأ أنصارها حملة لحشد الدعم، وقالت ديان فينستاين عضو مجلس الشيوخ وهي من أنصار كلينتون "أود أن أرى هذا". * على الصعيد السياسي فان خوض اوباما وكلينتون الانتخابات لمنصبي الرئيس ونائبه قد يبدو معقولا، فقد أثبتت كلينتون أنها جاذبة قوية للناخبين البيض من الطبقة العاملة والنساء وذوي الأصول الاسبانية الذين أخبر كثير منهم مسؤولي استطلاع الرأي بأنهم لن يعطوا أصواتهم لاوباما تحت أي ظرف. * وربما يوحد ترشيحها لمنصب نائب الرئيس الديمقراطيين، ويمنح أوباما الميزة التي يحتاجها للتغلب على مرشح الحزب الجمهوري جون مكين في الانتخابات التي تجري في نوفمبر القادم. ويرى مؤيدو هذا الاتحاد مصلحة في ترشح اوباما وكلينتون لمنصبي الرئيس ونائبه، حيث يتمتع بإمكانية استقطاب مئة في المائة من دعم الديمقراطيين. * وقال دوج شوين واضع الاستراتيجيات بالحزب الديمقراطي والذي عمل في إدارة الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون أن دمج هيلاري كلينتون في حملة اوباما سواء كمرشحته لمنصب نائب الرئيس أم لا، يجب أن يتم بسلاسة وإلا سيواجه الديمقراطيون صعوبة في الفوز. * * ومن المتوقع أن تختتم انتخابات الثلاثاء سباق الحزب الديمقراطي، الذي انطلق قبل ستة أشهر في ولاية "أيوا"، ومن ثم يقوم المندوبون الكبار بإعطاء الدفعة اللازمة للمرشح الفائز، لبلوغ رقم ال2118 الضروري، لضمان تسمية الحزب لاستكمال السباق إلى البيت الأبيض. * وبحسب نتائج الجولات السابقة من الانتخابات التمهيدية، فقد حصل أوباما على 2076 مندوباً، متفوقاً على كلينتون، التي فازت بتأييد 1917 مندوباً، حتى مساء الاثنين، فيما يبلغ عدد المندوبين التي قد يمكن أن يفوز باصواتهم أي من المرشحين في ولايتي مونتانا وساوث داكوتا، 30 مندوباً. *