أكدت مباركة قدوري، محافظة المهرجان الدولي للرقص المعاصر في تصريح خصت به “السلام"، أن مستوى الفرق الوطنية المشاركة في الطبعة الرابعة بدأ يبرز، حيث تحددت أهم ملامح الناشطين في هذا المجال من فرق وجمعيات ستعمل لإيصال الرقص المعاصر الجزائري في القريب إلى مصاف الفرق العالمية. قالت قدور بأن الفرق الوطنية: “بدأت تضع خطوات حثيثة نحو العالمية” معبرة عن انبهارها الشديد بالجمهور الذي فاجأها بحضوره المكثف واهتمامه بمثل هذه العروض المتنوعة، مؤكدة أن وزارة الثقافة ستعكف بمجرد طي أوراق الطبعة الرابعة من هذه التظاهرة الدولية، على التحضير لطبعة جديدة ستحاول من خلالها تدارك كل النقائص والأخطاء التي سجلت على مستوى فعالياتها. حصدت فرقة “كونباني دانس” لمسرح ريتازوس الكوبية، الجائزة الأولى عن جدارة واستحقاق، حيث تسلمت الدرع الخاص بالتظاهرة، خلال سهرة اختتام فعاليات طبعتها الرابعة في قصر الثقافة “مفدي زكريا”، وقد اعتبر أونيهنوا شارس، المنسق العام للفرقة أن العرض جاء بمثابة ثمرة جهود 25 سنة من العمل المتواصل، إضافة إلى براعة الراقصين واحترافيتهم في الأداء وحسن اختيار الموسيقى، التي ساهمت كلها في نجاح العمل. في حين حظيت “جامعة أنسام الأرجنتينية” للرقص المعاصر بالجائزة الثانية إلى جانب العروض الإفريقية العربية التي أدت رقصاتها فرقة “كومباني برودا أنوذر” التونسية والتي تحصلت على الجائزة الثالثة كأحسن أداء. ليأتي اسم الجزائر في آخر سطر من قائمة المتوجين بجوائز المهرجان، ممثلة في الراقص، سفيان دريسي، الذي نال الجائزة الرابعة عن حسن أدائه. وشهدت سهرة الاختتام جملة من العروض والتكريمات حيث قدمت الراقصة الكوريغرافية، خديجة قوميري، عرضا منفردا حمل عنوان “غرفة 3 “ الذي استوحت فكرته من قصة “حفلة حب” حيث روت اللوحة معاناة امرأة من اضطهاد الرجال في وسط مجتمع لا يرحم. كما استمتع الجمهور الحاضر باللوحة التي قدمتها فرقة الباليه الوطني، التي جمعت بين الأوبرا والرقص المعاصر وتميزت مؤدوها بخفة الحركات وحسن الأداء مما أضفى مسحة جمالية على العرض، ومن جانبها ركزت عروض المركز المتوسطي التونسي للكوريغرافيا، على الربيع العربي والثورة التونسية مع إشارة إلى الحقبات التي مرت بها تونس من عهد بورقيبة إلى يومنا هذا بتناول مواضيع اجتماعية مختلفة لتختم العروض برقصات معاصرة متنوعة. أما فرقة أندونيسيا فاختارت الإطلالة على الجمهور العاصمي بعرض تقليدي متميز حمل عنوان “رحلة المرأة من أين إلى أين” قدمته كهدية شكر وامتنان للبلد المضيف والمحتضن للتظاهرة. كما تخللت العروض سلسلة من التكريمات على غرار تكريم لجنة التحكيم من طرف مباركة قدوري محافظة المهرجان، لكل من كمال والي الذي تعذر عليه الحضور لحفل الاختتام، والمرحومة”رشيدة رقيق” عرفانا لها بالمجهودات التي قدمتها لهذا الفن خلال مسارها الطويل، إضافة إلى المدرب الكوريغرافي التونسي عماد جمعة. للإشارة، تركت الطبعة الرابعة من المهرجان الدولي للرقص المعاصر التي اختتمت فعالياتها سهرة الخميس الماضي بقصر الثقافة “مفدي زكريا”، انطباعا جيدا لدى عدد من مرافقي الفرق المشاركة في التظاهرة، حيث عبرت، ماريا بوشيفا، ممثلة وزارة الثقافة الكوبية، عن فرحة الوفد المرافق لها بحصد الجائزة الأولى مشيدة بحفاوة الاستقبال ومستوى تنظيم المهرجان.