لم تتجسد وعود القائمين على إنجاز مقطع الطريق السيّار شرق غرب، في الشطر الرابط بين المريج وجبل الوحش، امتدادا إلى بلدية زيغود يوسف بولاية قسنطينة على مسافة حوالي 25 كلم، ونفقين أطولهما يمتد على مسافة كيلومترين إلى حد الآن، وهي الوعود التي قطعوها على أنفسهم أمام وزير الأشغال العمومية نهاية شهر أوت الفارط، على هامش افتتاح اتجاه واحد أمام حركة المرور من الوزن الخفيف. وكان القائمون على الأشغال قد أكدوا أن الطريق سيكون جاهزا في الاتجاهين ذهابا وإيابا خلال شهر أكتوبر، لكن توقعاتهم سقطت في الماء ولم يتمكنوا من الوفاء بوعودهم، وهو الأمر الذي أثار استياء مستعملي الطريق وسكان قسنطينة الذين ضاقوا ذرعا بالازدحام في حركة المرورو خاصة بوسط المدينة، حيث تعبرها يوميا مئات المركبات من الوزن الثقيل. ومن المنتظر أن يدخل الشطر الرابط بين زيغود يوسف بقسنطينة والتوميات عبر نفق بطول 2 كلم، مرورا إلى الحروش بولاية سكيكدة، حيث سيجنب منحدر الكنتور على مسافة 27 كلم، حيز الخدمة بعد أيام معدودة، حسب تأكيد المدير الجهوي للوكالة الوطنية للطرق السيارة، السيد أحمد ذباح الذي صرح خلال الزيارة التفقدية التي قام بها والي قسنطينة، السيد حسين واضح إلى نفق جبل الوحش بداية هذا الأسبوع، موضحا أن مهلة فتح مقطع زيغود يوسف التوميات نحو الحروش سيكون في حدود 10 أيام، في حين أضاف أن فتح الاتجاه المعاكس بين المريج وجبل الوحش إلى زيغود يوسف على مسافة 25 كلم سيكون بعد شهر ونصف، حسب ظروف العمل والتقلبات الجوية. وقال السيد أحمد دباح بأن مؤسسته ستلتزم بالسماح للوزن الثقيل بعد شهر ونصف من العبور على هذا الشطر الأول بين جبل الوحش وبلدية زيغود يوسف الممنوعة حاليا، لأول مرة، في حالة عدم إكمال أشغال الاتجاه الثاني، في الوقت المحدد، في خطوة لتخفيف الضغط قليلا عن عاصمة الشرق الجزائري، مضيفا أن المقطع الشرقي الذي يعبر 8 ولايات على مسافة 500 كلم من العاصمة إلى الطارف والذي بدأت به الأشغال نهاية عام 2007، سيكون جاهزا مطلع شهر أفريل من السنة المقبلة، بعدما عرف تأخرا في التسليم في الآجال المحددة التي كانت بتاريخ 2011، نظرا للعديد من العراقيل على غرار المحولات التي جاءت بعد مرحلة إنجاز المقطع والتي لم ينص عليها دفتر الشروط الذي تم إمضاؤه مع المؤسسة اليابانية المنجزة “كوجال”، حيث أوكلت لها في البداية مهمة إنجاز المقطع الرئيسي فقط، لكن بعد الوصول إلى مراحل متقدمة من المشروع تمت إضافة أشغال أخرى تتعلق بالمحولات، حيث يبلغ عددها بالمقطع الشرقي 19 محولا، مما دفع إلى مراجعة مدة الإنجاز وكذا تخصيص ميزانية إضافية تقدر ب28 مليار دينار، زيادة على التكلفة الأولية للمشروع بالمقطع الشرقي والمقدرة ب 338 مليار دينار.