تلقى الجيش المصري ضربة موجعة بعد أن فقد عشرة من عناصره في تفجير انتحاري بسيارة ملغمة استهدف حافلة كانوا يستقلونها في منطقة صحراء سيناء في شمال البلاد. ووقعت هذه العملية ساعات فقط بعد أن تعرض أعوان الشرطة في العاصمة القاهرة لهجوم بقنبلة يدوية ألقاها مجهولون على مركز امني بالمدينة. وانفجرت، صباح أمس، بالقرب من منطقة العريش في شمال سيناء سيارة ملغمة لدى مرور حافلة كان على متنها عناصر وحدة عسكرية، مما أدى إلى مصرع عشرة منهم وإصابة 35 آخرين من ركابها. وتعد هذه أعنف حصيلة تتكبدها قوات الجيش المصري بعد حصيلة الكمين الذي وقعت فيه وحدة لقوات الشرطة يوم 19 أوت بالقرب من مدينة رفح نقطة العبور الوحيدة بين مصر وقطاع غزة وخلف مقتل 25 شرطيا. وتعرف مصر تصعيدا أمنيا خطيرا باستهداف مراكز المراقبة العسكرية التابعة للجيش والمراكز الأمنية بهجمات وعمليات انتحارية أو عمليات اغتيال نوعية منذ إقدام قيادة الجيش المصري على عزل الرئيس محمد مرسي بداية شهر جويلية الماضي. ودقت مختلف الأجهزة الأمنية المصرية ناقوس الخطر من تنامي مثل هذه العمليات على الأمن العام في البلاد، مما جعلها تجند مئات الأعوان في محاولة لمنع وقوع انزلاق أمني قد يقوض كل المساعي التي تبذلها السلطات الانتقالية المصرية لطي صفحة فترة حكم الإسلاميين بقيادة الرئيس المعزول. وتبقى محافظات شمال صحراء سيناء من أكثر المناطق توترا بعد أن عرفت تنفيذ مجهولين محسوبين على التيار الإسلامي عشرات العمليات الانتحارية التي تستهدف عادة ارتال قوات الجيش أو مراكز المراقبة المتواجدة في هذه المنطقة العسكرية على حدود قطاع غزة والكيان الإسرائيلي المحتل وأودت بحياة عشرات الجنود وقوات الشرطة. وتبدي السلطات المصرية مخاوف متزايدة من أن يستقوى عضد هذه التنظيمات المسلحة المحسوبة على تنظيم القاعدة وتصبح مشكلا آخر في وجه السلطات المصرية الجديدة التي تسعى جاهدة من أجل احتواء أزمة سياسية حادة أدت إلى تقسيم الشعب المصري بين مؤيد للسلطات الجديدة وآخرين مؤيدين لنظام الرئيس محمد مرسي المعزول. يذكر أن العملية الجديدة جاءت في نفس اليوم الذي شهت فيه الساحات العمومية في قلب العاصمة القاهرة مواجهات بين أنصار الفريقين المتصارعين على كرسي السلطة المصرية مما خلف مصرع شخص وإصابة 16 آخرين. واضطرت وزارة الداخلية المصرية الى نشر تعزيزات أمنية مدعومة بمدرعات في مختلف المحاور الرئيسية لتفريق المتظاهرين عن الجانبين واحتواء الوضع قبل انفلاته في مظاهرات شبيهة بتلك التي تلت قرار الجيش بعزل الرئيس محمد مرسي، بداية شهر جويلية الماضي.