الهلال الأحمر الصحراوي يقترح تنظيم ندوة دولية بالأراضي المحررة يعتزم الهلال الأحمر الصحراوي اقتراح تنظيم ندوة دولية للبلدان المانحة في الأراضي المحررة قصد "التكفل" بجميع احتياجات اللاجئين الذين يقارب عددهم 200 ألف شخص في مخيمات تندوف والذين أصبحوا يعانون من أزمة غذاء حادة. وفي هذا السياق، أعلن يحيى بوحبيني، رئيس الهلال الأحمر الصحراوي، عن عقد اجتماع من 17 إلى 28 نوفمبر الجاري لممثلي برنامج الغذاء العالمي والمحافظة السامية للاجئين والبلدان المانحة لتقييم احتياجات البرنامج المقبل مع مراعاة خصوصيات السوق المحلية ونسبة استهلاك اللاجئين. ويقدر تقييم الهلال الأحمر الصحراوي الاحتياجات ب125 ألف حصة غذائية سنويا وهو ما يعادل 100 مليون اورو على الأقل يتم تقديم ما يقارب نصفها من قبل أهم المانحين في حين تبقى قائمة المحتاجين تقدر بحوالي 157 ألفا من بين الطبقات الاجتماعية الأكثر هشاشة من أطفال ونساء وشيوخ. لكن ذلك لم يمنع مسؤول الهلال الصحراوي من الإعراب عن ارتياحه لكون احتياجات برنامج الغذاء العالمي الأخير الممتدة من جانفي الماضي إلى غاية 30 جوان من العام القادم قد تمت تلبيتها بنسبة 80 بالمائة خاصة بفضل مساعدة الولاياتالمتحدة المقدرة بأكثر من 7 ملايين دولار. وبينما تأسف بوحبيني لكون الحصة الغذائية للاجئين الصحراويين لم تتطور منذ 40 سنة سواء على الصعيد النوعي أو على صعيد تنوع المواد الغذائية ومن ثمة طبيعة السعرات الحرارية. أكد بالمقابل أن إنهاء الأزمة الإنسانية التي يتخبط فيها اللاجئون الصحراويون منذ قرابة أربعة عقود يبقى مرتبطا بإيجاد حل سياسي ونهائي لنزاع الصحراء الغربية. وأضاف أن هذه التسوية يجب أن تمر حتما عبر تنظيم استفتاء حر ونزيه يشمل مختلف أراضي الصحراء الغربية وفق مقررات الشرعية الدولية واللوائح الأممية ذات الصلة. غير أنه أكد أن اللاجئين الصحراويين خاصة الأكثر ضعفا منهم مازالوا يعانون من نقائص في مجال التغذية علما أن مجموع احتياجات هذه الفترة قدرت بحوالي 36 مليون دولار وأزيد من 40 ألف طن من المواد الغذائية الأساسية. وهي الكمية التي اعتبرها بوحبيني غير كافية مقارنة بتعداد السكان اللاجئين وأنها كمية تكفي فقط للحالات الاستعجالية بما يجعل جهود الهلال الأحمر الصحراوي تتجه اليوم نحو "إعادة تحديد" طبيعة المساعدات المقدمة خاصة من قبل برنامج الغذاء العالمي والمحافظة السامية للاجئين. ويرى بوحبيني أن الأمر يتعلق في بادئ الأمر "بوضع آلية أممية تمكن الشعب الصحراوي من استغلال الموارد الطبيعية لترابه مع مراعاة وجود بعثة للأمم المتحدة بعين المكان". لكنه أوضح بأن هذه "الآلية لن تفصل في المصير السياسي النهائي للصحراء الغربية ولكنها ستمكن من حماية وضعها القانوني". كما أن الأمر يتعلق "بتحسيس" وكالات الأممالمتحدة مثل برنامج الأممالمتحدة الإنمائي قصد "وضع معايير جديدة" تراعي "وضعية" الصحراويين الذين وجدوا أنفسهم منذ أكثر من أربع عشريات في وضعية لاجئين. في هذا السياق، ألح مسؤول الهلال الأحمر الصحراوي على أهمية إنشاء مشاريع اجتماعية اقتصادية ومؤسسات مصغرة لفائدة الشباب قصد تقليص التبعية للمساعدات الأجنبية بشكل محسوس والمساهمة في تلبية الحاجيات الغذائية وغيرها للاجئين. من جهة أخرى، جدد رئيس ولاية فلورنسا الايطالية، باردوتشي، التزامه بالمساندة والدعم المستمرين للشعب الصحراوي خلال لقاء مع وفد صحراوي ضمن حقوقيين وممثلين عن جبهة البوليزاريو. وتعهد المسؤول الايطالي بتحضير برنامج لفائدة قضية الشعب الصحراوي تحتضنه ولاية فلورنسا بداية السنة القادمة. وحل الوفد الصحراوي مساء الجمعة بولاية فلورنسا، حيث التقى رئيس الولاية اندريا باردوتشي وتناول الجانبان مستجدات الوضع في المنطقة.