جدّد الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز التأكيد على إصرار الشعب الصحراوي على انتزاع استقلاله، وأنه مستعد لتصعيد مقاومته السلمية وتجديد أساليبها والسير بها نحو المآل الحتمي والوحيد، ألا وهو استكمال سيادة الجمهورية الصحراوية الديمقراطية على ترابه الوطني. وأشار الرئيس الصحراوي خلال كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال 38 لتأسيس المجلس الوطني الصحراوي، إلى "الانتصارات التي حققها الشعب الصحراوي على امتداد 40 سنة من الكفاح البطولي النبيل، والتي لا يمكن عدها ولا حصرها". وقال إن "الذكرى الأربعين لتأسيس الجبهة شهدت محطات متميزة، جعلت القضية الوطنية الصحراوية تتقدم بخطوات كبيرة وتحقق آفاقا واعدة في الساحة السياسية والإعلامية الدولية". وأشاد في هذا السياق ب "الدور الهام الذي تلعبه المؤسسة التشريعية الصحراوية في تكريس بناء الدولة الصحراوية"، في وقت يحتفل الشعب الصحراوي بالذكرى ال 40 لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، واندلاع كفاحه المسلح من أجل الحرية والاستقلال". وأضاف: "ونحن نحيي أعضاء المجلس الوطني الصحراوي نود أن نثمّن ظاهرة متميزة في تاريخ ثورات التحرر في العالم، حين استطاع الشعب الصحراوي بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وهو يقوم بمعركته المحتدمة ضد الوجود الاستعماري الحافلة بالتضحيات والمعاناة، أن يصنع تجربة صحراوية في بناء أسس الممارسة الديمقراطية ومتطلباتها، وفي مقدمتها المؤسسة التشريعية ومشاركة فاعلة ومتنامية للمرأة الصحراوية". وعبّر الأمين العام لجبهة البوليزاريو "عن فخره بما حققه المجلس الوطني الصحراوي منذ تأسيسه، ونجاحه في التعاطي الإيجابي البنّاء مع المؤسسة التنفيذية، في سياق شامل يؤطره واقع الصراع المرير الذي يخوضه الشعب الصحراوي ضد الاستعمار المغربي الغاشم". وأكد أن "الإنجازات والتحولات الضرورية المطلوبة، لن تجعل الصحراويين ينسون بأي حال من الأحوال، أن معركة استكمال السيادة الوطنية، لاتزال متواصلة، وبأن الصحراويين منصهرون في خدمة القضية الوطنية الصحراوية". وحمّل الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز "جميع الصحراويين مسؤولية تعزيز هذه المكاسب من خلال المزيد من النضال والصمود والاستماتة، وجمع أسباب القوة والانتصار بكل ما يقتضيه ذلك من رص الصفوف والوحدة الوطنية والالتفاف حول المؤسسات الوطنية، ودعمها وتقويتها لتقوم اليوم بدورها كاملا في خضم حرب التحرير، ولتكون غدا جاهزة لاستكمال البناء والتشييد للدولة الصحراوية المستقلة". ولفت الرئيس عبد العزيز إلى أن الجماهير الصحراوية في الأراضي المحتلة "المتمسكة بهذه القناعة الوطنية، تأبى أن تقدم كل يوم درسا من دروس الشجاعة والإباء والدفاع المستميت عن المبادئ والحقوق الوطنية المقدسة، وهي تصنع بوصول انتفاضة الاستقلال ملاحم بطولية رغم وسائل البطش والتنكيل والقمع الوحشي الذي ينتهجه الاحتلال المغربي". وشدّد من جهة أخرى على ضرورة "الوقوف وقفة تضامن وتآزر، وتقديم تحية تقدير وإجلال لأبطال وبطلات الانتفاضة، ومن خلالهم للمعتقلين السياسيين الصحراويين القابعين في سجون الاحتلال المغربي وعائلاتهم".