تحول المسلمون في دولة إفريقيا الوسطى هدفا لعمليات انتقامية تنفذها مليشيات مسيحية متطرفة مستغلة تدخل القوات الفرنسية ضمن عملية "صنغاريس" في مؤشر خطير قد يدخل هذا البلد في حرب دينية لا أحد بإمكانه وقفها. وكشفت مصادر أممية أمس مقتل 27 مسلما من طرف إحدى الميليشيات المسيحية في قرية بوهونغ التي تقع الى الغرب من العاصمة بانغي. وأكدت رافينا شمداساني الناطقة باسم المحافظة السامية لحقوق الإنسان في جنيف أن السكان المسلمين وقعوا ضحية عمليات انتقامية على خلفية كون منظمة "سليكا" المتمردة تشكلها أغلبية مسلمة. وكان الرئيس الفرنسي وعدة شخصيات سياسية فرنسية حذرت من دخول هذا البلد في متاهة حرب عقائدية بين السكان المسيحيين والمسلمين مما قد يؤدي الى تفكيك مفاصل هذه الدولة التي أصبحت مهددة بسلطة المليشيات المسلحة والتنظيمات الإجرامية وحتى الإرهابية. وكانت المحافظة السامية للاجئين أكدت من جهتها أن المعارك بين مختلف الطوائف الدينية خلفت أكثر من 600 قتيل منذ الأسبوع الماضي 450 منهم سقطوا في اشتباكات ومعارك شهدتها العاصمة بانغي بينما قتل الآخرون في مناطق أخرى من البلاد. كما أحصت المحافظة من جهة ثانية قرابة 160 ألف لاجئ ومرحلين ممن أرغمتهم مواجهات الأشهر الأخيرة على مغادرة منازلهم خوفا على حياتهم بعد أن وجدوا أنفسهم رهينة سلاح المتقاتلين. وأضافت أن 38 ألف شخص نزحوا إلى مطار العاصمة بانغي للاحتماء بالقوات الفرنسية التي انتشرت منذ بداية الأسبوع الماضي في محيطه ضمن أكبر عملية عسكرية لاستعادة الأمن إلى عاصمة هذا البلد الذي عجزت سلطاته الانتقالية من فرض قوة القانون بسبب قوة المليشيات التي بسطت سيطرتها على المدينة. بينما لجاء أكثر من 12 ألف شخص آخر إلى محيط الكنائس في ظروف إنسانية قاهرة. وحمل ميشيل دجوتوديا الرئيس الانتقالي في إفريقيا الوسطى مسؤولية الأحداث التي تعيشها بلاده على الرئيس السابق فرنسوا بوزيزي الذي اتهمه بمحاولته استرجاع السلطة بقوة السلاح مما حال دون تحقيق مصالحة سياسية في البلاد. وأكد رئيس إفريقيا الوسطى الانتقالي أن أولوياته إيجاد مخرج لإنهاء هذه المأساة "من أجل العيش سويا مسيحيين ومسلمين" من خلال الوحدة في ظل نظام علماني والإيمان بمستقبل مشترك.