طرحت الجمعية الجزائرية للتنظيم العائلي بالتنسيق مع صندوق الأممالمتحدة للتنمية، موضوع الصحة الإنجابية للشباب كمحور مهم للنقاش بالنظر إلى تراجع الوعي بمخاطر الأمراض التي تصيب الصحة الجنسية سواء عند الرجال أو النساء، حيث سلط المشاركون من خلال اللقاء الذي احتضنه فندق الأبيار مؤخرا، من دكاترة ومختصين، الضوء على دور الإعلام كعنصر مهم في تحريك عجلة التوعية في ظل ارتفاع معدلات العقم عند الرجال. تحدث ل "المساء"، البروفيسور سعيد بدري كابويا رئيس الجمعية الجزائرية للتنظيم العائلي، عن أهمية الصحة الإنجابية عند الشباب التي احتضن فعالياتها فندق الأبيار مؤخرا، وخص الإعلاميين فقال: "اختيار هذا الموضوع جاء بعد الوقوف على ضعف الوعي بأهمية الصحة الإنجابية عند الشباب، ولأنهم مستقبل البلاد ارتأينا توعيتهم إلى بعض المعلومات التي قد يغفلونها، مما يعرضهم لبعض المضاعفات التي تؤدي بهم إلى بعض المخاطر الصحية، تحديدا العقم وبعض الأمراض المتنقلة مثل السيدا". وحول المجهودات التي تبذلها الجمعية، أفاد المتحدث بأنها تمكنت من تسطير العديد من البرامج الوقائية في مختلف الأماكن التي يتمركز فيها الشباب، مثل الجامعات، غير أن هذا حسب البروفيسور كابويا غير كاف بالنظر إلى الإمكانيات القليلة التي تملكها الجمعية. ويعتقد أن المجتمع الجزائري اليوم عرف الكثير من التغيرات، تحديدا في مجال الانفتاح الإعلامي، مما يعطي الشباب إمكانيات كبيرة قصد المعرفة، لذا لا نستطيع القول بأن الشباب لا يملك ثقافة صحية، لكن ما نبغي التأكيد عليه يقول البروفيسور كابويا هو أن ثقافته لا تزال ضعيفة وبحاجة إلى تحسي،ن وهذا لن يتحقق إلا بتنسيق الجهود مع وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات. وبلغة الأرقام، يقول البروفيسور أن عدد السكان يعرف سنويا ارتفاعا ملحوظا بالنظر إلى تحسّن المستوى المعيشي، مما انعكس إيجابا على القدرة الإنجابية، حيث وصلت إلى مليون نسمة سنويا، الأمر الذي يحثنا على العمل أكثر كجمعية في مجال التوعية بالنظر إلى ارتفاع حالات الزواج. تعتبر الجمعية الجزائرية للتنظيم العائلي حسب البروفيسور كابويا عضوا بالاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة الذي يضم حاليا 150 دولة، وحتى تكون فعالة ميدانيا، سطرت جملة من الأهداف تصب في مجال ترقية حقوق المرأة والشباب من أجل اختيار حر في إطار شراكة فاعلة، ومن جملة هذه الأهداف؛ "السعي إلى إقرار توازن أسري والعمل على احترام القيم الإسلامية والاختيار الحر للزوجين، إلى جانب استخدام الوسائل الحديثة لتنظيم الأسرة، وإشراك المرأة في جميع المستويات، مع تعريفها بالحقائق الديموغرافية والاقتصادية، إلى جانب تحديد - يضيف - بعض المحاور الأساسية التي تعمل الجمعية عند مطلع 2015 على تحقيقها، وتتلخص في محور المراهقين والشباب الذي يتعلق بتحسين مستوى معلومات الشباب في مجالي الصحة الجنسية والإنجابية، مع محاربة "السيدا" الذي يتمحور في العمل على تخفيض نسبة التعفنات المنقولة جنسيا، ومحور الوصول إلى الخدمات من خلال توسيع الخاصة منها بالصحة الإنجابية لفائدة الفئات المحرومة. أما المحور الخاص بالإجهاض يوضح البروفيسور فيتم التركيز من خلاله على خفض نسبة الإجهاض لدى المراهقات. وحصر البروفيسور كابويا الأهداف التي تسعى الجمعية إلى تحقيقها على المدى القريب، حيث قال: "نؤكد اليوم على وجوب حث صانعي القرار على سن قانون يضمن حماية المرأة من جميع أشكال العنف، من خلال العمل على تكوين شبكة من الشركاء تحوي منظمات غير حكومية وباحثين في مجال العنف، إلى جانب تحسيس البرلمانيين بهدف تبني نص قانوني يجرم كل أفعال العنف ضد المرأة". من جهته، تحدث الأستاذ شافي قاسم مختص في التوليد، عن أهمية اليوم التحسيسي حول الصحة الإنجابية فقال: "تكمن أهمية هذا المحور في كونه يسلط الضوء على غياب الوعي بالأسباب التي تؤدي إلى بعض أمراض العصر، مثل السرطانات، وبعض الأمراض الإنجابية التي تنتشر لدى فئة الشباب الذين يندفعون نحو بعض التصرفات دون الاكتراث بالنتائج بسبب غياب الوعي، كمعالجة بعض الاإلتهابات التي تصيب الجهاز الإنجابي عند الرجل أو المرأة". ويرى البروفيسور شافي أن الوعي الصحي أصبح كبيرا في بلادنا بالنظر إلى المجهودات التي سخرتها الدولة في مجال التكفل الصحي، بدليل أن عدد المقبلين على المؤسسات الاستشفائية كبير، إذ يزيد عن 98 بالمائة، الأمر الذي انعكس إيجابا على التقليص في عدد الوفيات، بالتالي يظل عمل الجمعية منحصرا في التوعية التي تلعب دورا كبيرا في التثقيف الصحي الذي لا يزال حسب الدكتور شافي يتطلب الكثير من العمل لتعليم الشباب كيفية تأمين الحماية اللازمة لأجسامهم من مختلف الأمراض التي تتربصهم في ظل افتقارهم لأساليب الوقاية الصحية، لذا نركز كجمعية على التوعية بحمل الشباب على المشاركة في هذه الأيام التحسيسية، خاصة أن الأمراض الجنسية لا يتم التصريح بها وعلاجها كونها من الطابوهات التي لا يفضل الشباب الحديث عنها. ودعما لحملات التحسيس التي تبادر بها الجمعية الجزائرية للتنظيم العائلي، كشفت ممثلة وزارة الصحة والسكان، السيدة غنية مبروت، عن مشروع تكفل الوزارة، ويتمثل في الانتقال من التحسيس عن طريق المنشورات، المطويات والملتقيات، إلى برمجة بعض الحصص التلفزيونية باعتباره من أهم وسائل الاتصال والتواصل.