تركزت اجتماعات المجلس الاقليمي للعالم العربي حول" الشباب والبرلمانيين" التي ينظمها الاتحاد الدولي لتنظيم الاسرة والتي تحتضنها تونس على تعميق مفاهيم التنظيم العائلي من حيث تحديد وتنظيم النسل للحد من النمو الديموغرافي الذي بات"مرعبا بالنسبة للمجتمعات و الأسر العربية على حد السواء". وقد تميزت المداولات المتواصلة منذ امس الاثنين بالتركيز على اهمية تنظيم وتحديد النسل والتكاثر من أجل تنظيم عائلي انجع عبر تعميم الوسائل المتعددة والمتاحة والسهلة الاقتناء لمنع الحمل بل لتنظيمه كي يتسنى للوالدين ضمان التعليم الافضل للابناء والتربية الاحسن والتغذية الاغنى. و لان الحد من النمو الديموغرافي يبقى وسيلة هامة في تعميق الديناميكية التنومية فان المداولات تناولت مطولا وبشكل ماراطوني الانعكاس الايجابي لتحديد النسل على السياسات التنومية وعلى نجاح كل المشاريع الاقتصادية منها او الاجتماعية او التعليمية او الثقافية او الخدماتية . لكن الوفود اختلفت فيما يتعلق بالتوعية الجنسية لدى الشباب فالطالب بالنسبة لبعض المتدخلين "هو في غنى عن هذه الامور " بل هو في حاجة إلى تلقي الاخلاق الحميدة الفاضلة والتربية الاسلامية السمحاء واستيعاب الدروس في المجالات العلمية واللغوية . الا ان البعض يرى ان المسائل الانجابية والجنسية تبقى " امورا بشرية طبيعية وجب التعامل معها" على هذا الاساس ومن ثمة "يجوز تلقين " الشاب والطالب التوعية الجنسية والصحة الانجابية كون تحديد النسل يشكل ثقافة "يجب ترسيخها "في ذاكرة البشر منذ الصغر. وفي هذا المضمار يرى البروفيسور كابويا سعيد بدري رئيس الجمعية الجزائرية لتنظيم الاسرة وعضو المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي انه "بدون التوعية " الجنسية والثقافة الانجابية لا يمكن البتة التوصل إلى نتائج " باهرة " فيما يخص تحديد النسل". لذا وجب تسمية الاشياء بمسمياتها حسب البروفيسور سعيد بدري كابويا المختص في امراض النساء فالمعضلات الاسرية والمشاكل العائلية تزداد يوما بعد يوم خاصة تلك المرتبطة بالتنظيم العائلي ومن هنا تتضح الحاجة الماسة إلى التعريف بهذه المشاكل الحادة وطرحها بصفة واقعية ومناقشة الحلول المجدية المتصلة بالصحة الانجابية والجنسية. وقد طرحت خلال المداولات اشكالية أخرى تخص الاجهاض خاصة عندما يتعلق الامر بصحة الام او بصحة الجنين او في حالات الاغتصاب او في حالة العلاقات الجنسية غير الشرعية والمحرمة.