سيكون ملعب بولوغين، اليوم، على موعد مع نهائي قبل الأوان لكأس الجمهورية، الذي سيجمع بين اتحاد العاصمة وشبيبة القبائل في الدور ال16 من هذه المنافسة. اللقاء الذي سيشد إليه أنظار كل المتتبعين، خاصة أن الاتحاد العاصمي يُعد الشبح الأسود بالنسبة للكناري في كأس الجزائر، حيث لم يسبق وأن فاز عليه في المباريات التي جمعت الفريقين في مختلف الأدوار. لن تكون المباراة سهلة اليوم على اتحاد العاصمة ولا على شبيبة القبائل في هذا الدور ال16، والذي سيقصي فريقا من هذين الفريقين نهائيا من التنافس على هذه الكأس، فاتحاد العاصمة، صاحب لقب الموسم الماضي، يسعى لأن يحتفظ به والمرور إلى ثمن النهائي، إلا أنه لم يكن يتوقع أن توقعه القرعة ضد فريق كبير مثل شبيبة القبائل، الذي يريد هو الآخر، هذا العام، تغيير الصورة التي كان يظهر بها خلال السنوات الأخيرة ويجدد العهد مع الألقاب. الفريقان سيلعبان بحظوظ متكافئة، فالاتحاد صاحب المرتبة الأولى في البطولة الوطنية، سيكون في أفضلية الملعب، غير أن الكأس لا تعترف بأفضلية الميدان، والأمثلة كثيرة على ذلك. اتحاد العاصمة فرض سيطرته على شبيبة القبائل منذ سنوات في كأس الجزائر، وكان دائما صاحب الكلمة الأخيرة، حيث فاز عليه عدة مرات بداية من موسم 1969 /1970، إذ عادت الكلمة الأخيرة لأبناء سوسطار في لقاء ربع النهائي، الذي جمع الناديين، وانتهى بالتعادل هدفين مقابل اثنين، وبما أن القانون في تلك الفترة ينص على لعب مباراة أخرى في حال التعادل، فقد فاز الاتحاد بثلاثة أهداف مقابل واحد على الكناري، عشر سنوات بعد ذلك 1979 /1980 يلتقي الفريقان مع بعضهما البعض في الدور نصف النهائي، وكسابقه انتهى اللقاء بالتعادل هدف لهدف، إلا أن ضربات الجزاء رشحت الاتحاد إلى المرور إلى النهائي. سنوات أخرى بعد ذلك، أي في موسم 1998 /1999 يتقابل الفريقان في نهائي كأس الجمهورية في ملعب 5 جويلية، ليفوز الاتحاد بنتيجة هدفين مقابل صفر، رافعا الكأس بعد ذلك. وفي موسم 2003 /2004، التقى الاتحاد بشبيبة القبائل أيضا في نهائي آخر دام 120 دقيقة، وعادت فيه الكلمة الأخيرة للاتحاد بعد الاحتكام لضربات الجزاء بأربعة مقابل ثلاثة. عامان بعد ذلك؛ أي في موسم 2003 /2004 وفي نصف نهائي الكأس، تنهزم الشبيبة مرة أخرى بضربات الجزاء. وفي موسم 2006 /2007، نصف نهائي آخر يجمع الفريقين، غير أن الغلبة كانت بالطول والعرض من قبل أبناء سوسطارة، الذين فازوا على الكناري برباعية كاملة مقابل هدف واحد، وأخيرا التقى الناديان الموسم الماضي، في الدور ثمن النهائي، ودائما لتعود الغلبة للعاصميين بهدف مقبل صفر. هذه السيطرة الواضحة من قبل اتحاد العاصمة على شبيبة القبائل في كأس الجزائر، جعلت من أبناء سوسطارة الشبح الأسود للكناري، الذي لم يوفَّق في أي مواجهة جمعته بالاتحاد، هذه المرة يبحث أبناء آيت جودي عن تغيير هذه الصورة، ووضع حد لهذا الشبح الأسود، الذي أصبح هاجسا بالنسبة لأنصار الفريق، الملتفين هذه المرة أكثر من أي وقت مضى حول فريقهم، فهل سيوفَّق الكناري اليوم، أم أنه سيضيف إلى سجله إقصاء آخر على يدي اتحاد العاصمة؟