أكدت الجزائروقطر على ضرورة تعزيز علاقات الشراكة والتعاون الثنائي في مختلف المجالات، وفي مقدمتها القطاع الاقتصادي الواعد، الذي يتجسد بالتوقيع على مشروع إنجاز مركب للحديد والصلب بمنطقة بلارة (جيجل)، إلى جانب الاتفاق على تكثيف المشاورات الدبلوماسية في كل المستويات لاسيما التعاون والتضامن بين المجموعتين العربية والإفريقية وتعزيز التشاور وتنسيق العمل في إطار الأممالمتحدة والمحافل الدولية. جاء ذلك خلال ندوة صحافية نشطها، أول أمس، وزير الخارجية، السيد رمطان لعمامرة، بمعية نظيره القطري، السيد خالد بن محمد العطية، بحضور وزير التنمية الصناعية وترقية الاستثمار، السيد عمارة بن يونس، حيث تم التأكيد على تبادل وجهات النظر حول العلاقات الثنائية ومدى تطبيق الاتفاقيات بين البلدين وسبل تطوير الشراكة. وفي هذا الصدد، أوضح السيد لعمامرة أنه تم الاتفاق على توطيد التعاون بين المعهد الدبلوماسي للجزائر والمعهد الدبلوماسي بالدوحة، مشيرا إلى أن هذه المباحثات كانت فرصة أيضا ”للتنسيق والتشاور في عدد من القضايا المطروحة على الساحة العربية والإفريقية والدولية”، مؤكدا على تضافر وتكامل الجهود بين البلدين في عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وفي هذا السياق، أوضح وزير الشؤون الخارجية القطري أن الجزائر شريك استراتيجي، مؤكدا على إرادة بلاده في ”تطوير العلاقات الثنائية إلى الأفضل” في شتى الميادين. كما وصف التوقيع على عقد الشراكة لإنجاز مركب بلارة ب«الإنجاز الكبير والاستثمار الهام المشترك”، كونه يخدم المشاريع التكاملية بين البلدين. من جهته، قال السيد بن يونس إن توقيع عقد شراكة بصفة رسمية ونهائية بين شركة ”سيدار” الجزائرية و«ستيل” القطرية لإنجاز مركب بلارة يعد خطوة إيجابية، مشيرا إلى أنه سيتم الانطلاق في الأشغال خلال الأسابيع المقبلة بعد أن استغرقت المفاوضات بشأنه حوالي سنتين. وأوضح أن طاقة إنتاج هذا المركب ستبلغ 4.2 مليون طن سنويا، واصفا إياه بالمشروع ”المهم والاستراتيجي”، في حين أشار إلى أن التوقيع على عقد إنجاز هذا المركب يعود إلى ”الإرادة السياسية القوية للجزائر وقطر والثقة الكبيرة بين الطرفين”. كما فند السيد بن يونس أن يكون المشروع قد اعترضته عراقيل، واصفا المدة التي استغرقتها المفاوضات لتجسيده ب«العادية”، أما فيما يتعلق بإنجاز القاعدة اللوجستيكية بالأربعطاش (بومرداس) في إطار الشراكة الجزائرية–القطرية، فقد أوضح الوزير أن الأشغال ستنطلق قريبا. للإشارة فإن إنجاز مركب بلارة يكلف ملياري دولار ويسمح في مرحلة أولى بإنتاج مليوني طن من الفولاذ في السنة ابتداء من سنة 2017، ليرتفع تدريجيا إلى 5 ملايين طن، حسب بنود العقد الموقع من طرف شركاء هذا المشروع.كما سمحت المحادثات التي أجراها السيد لعمامرة مع نظيره القطري بالتطرق إلى الأوضاع في المنطقة العربية، حيث عبر رئيس الدبلوماسية الجزائرية عن رغبة الجزائر في أن تصبح جامعة الدول العربية ”سلطة معنوية تساعد على حل المشاكل المطروحة على الساحة العربية وتساعد على إيجاد الوسائل للحيلولة دون نشوب أزمات ووقوع اقتتال بين الأشقاء”. كما جدد تأييد الجزائر للجهود المبذولة من طرف المبعوث الخاص للأمم المتحدة وممثل الجامعة العربية الأخضرالابراهيمي، آملا في أن تكلل المفاوضات بالنجاح، كما دعا في هذا الصدد إلى مواصلة الجهود وخلق الأجواء الملائمة لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية. وبخصوص القضية الفلسطينية، أشار السيد لعمامرة إلى أن جامعة الدول العربية ستعقد اجتماعا طارئا لوزراء الخارجية العرب في 21 ديسمبر، بمشاركة الجزائر، حيث يهدف إلى دعم الموقف التفاوضي للطرف الفلسطيني. من جهة أخرى، أبرز الوزير القطري تطابق وجهات نظر البلدين بخصوص إيجاد حل سلمي للأزمة السورية، في حين أشار بخصوص القضية الصحراوية إلى أن موقف بلاده واضح ويتماشى مع قرارات الأممالمتحدة. وكان السيد لعمامرة قد تباحث مع وزير الشؤون الخارجية القطري بمقر وزارة الشؤون الخارجية بحضور وزير التنمية الصناعية وترقية الاستثمار، عمارة بن يونس، والوزير المنتدب لدى وزير الخارجية المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، مجيد بوقرة، لتتوسع المحادثات فيما بعد إلى وفدي البلدين. كما استقبل رئيس المجلس الدستوري، السيد مراد مدلسي، أول أمس، السيد العطية، حسبما أفاد به بيان للمجلس والذي أوضح أن الطرفين استعرضا خلال اللقاء الذي جرى بحضور السيد رمطان لعمامرة، واقع العلاقات الثنائية المتميزة وآفاق تطويرها في شتى المجالات، خاصة بين الهيئتين المكلفتين بالرقابة الدستورية في البلدين. وكان وزير خارجية قطر قد صرح للصحافة عقب وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي، أن هدف زيارته للجزائر هو التباحث مع نظيره الجزائري في عدة أمور بما فيها ”مجال الاستثمار المشترك والعلاقات الثنائية وكيفية تطويرها”.