أكّد حسن قرار، أحد أعضاء الطاقم الفني المنتج للفيلم الوثائقي الفرنسي “على طريق المدرسة”، أنّ الفيلم لم يكتب بل اعتمد على حديث الأطفال التلقائي والطبيعي الخاص بهم وعلى الصدفة في سير الأحداث، إذ يشكّل هؤلاء الأطفال الشخصيات الرئيسية للعمل المشارك ضمن مهرجان الجزائر الدولي للسينما. قال المتحدّث، أمس، بقاعة “الموقار”، أنّ المخرج لم يتدخّل في الحوار الذي جرى بين الأطفال، وطلب منهم فقط عدم الاهتمام بوجود الكاميرا، قصد الكشف عن حجم المعاناة التي يتكبّدها الأطفال في السير على الأقدام من أجل الالتحاق بمقاعد الدراسة، وذلك في أربعة بلدان تم اختيارها لانجاز الفيلم وهي المغرب، الهند، الأرجنتينوكينيا. وحسب حسن قرار فإنّ الفيلم يرصد اختلال الأنظمة التربوية في العالم، حيث أضحى العمل السينمائي ظاهرة في التربية والتعليم وقدوة للتلاميذ في فرنسا، خاصة لما شاهدوا هؤلاء النماذج الحية التي قاومت الظروف الصعبة، وهم الصغار الضعفاء الذين لا يملكون حتى الوقت للعب كنظرائهم في معظم مدارس العالم، فطفولتهم يقضونها ذهابا وجيئة من وإلى المدرسة. وعن فكرة الفيلم، قال المتحدّث أنّها تعود للمخرج الفرنسي، باسكال بليسون، الذي قضى سنوات في كينيا، ولاحظ حجم الصعوبات التي يواجهها الأطفال في التنقل إلى المدارس، وتأثّر لمشاهدته أطفالا يقطعون كيلومترات طويلة للوصول في الموعد، وأردف حسن قرار أنّ المصور قطع مع كل طفل المسافة التي يمشيها أكثر من عشر مرات لمدة تصل أقصاها إلى ثمانية أيام. وكشف حسن قرار أنّ الفيلم حقّق رقما غير مسبوق في شباك التذاكر بالقاعات السينمائية بفرنسا، حيث بلغت أمس مليون تذكرة، وهو نجاح كبير خاصة لفيلم وثائقي، كما أنّ المراهنة كانت على مائة ألف تذكرة.