حذر أخصائيون في علم النفس والاجتماع وجمعيات مختصة في مناهضة العنف ضد الطفل والمرأة في يوم دراسي حول مناهضة العنف نظم بدار الشباب بالصومعة بولاية البليدة، مؤخرا من طرف جمعية ”أميرة” من خطر تنامي ظاهرة العنف وسط المجتمع الجزائري، وخاصة الاعتداءات الجنسية واغتصاب القصر. وأشار الأخصائيون النفسانيون إلى انعكاسات هذه الظاهرة نفسيا على النساء والأطفال الذين تعرضوا للعنف، ودعو إلى ضرورة توفير رعاية طبية، نفسية وصحية لهؤلاء لمواجهة آثار العنف، وحسب الإحصائيات المقدمة من طرف الأخصائي الاجتماعي نبيل حراز، الممثل للخلايا الجوارية التابعة لمديرية النشاط الاجتماعي لولاية البليدة، فإن الجزائر سجلت فيما يتعلق بحالات العنف ضد الأطفال 5495 حالة في سنة 2012 وتأتي قضايا الضرب والجرح العمدي في المرتبة الأولى ب 3222 ضحية، ثم الاعتداء الجنسي ب 1608 حالة والاختطاف ب 186 حالة، أما في العنف ضد المرأة فقد تم تسجيل خلال 09 أشهر من السنة الجارية أكثر من 07 آلاف حالة. ويتعلق الأمر بالشكاوى المصرح بها لدى مصالح الأمن، في حين تكون الأرقام أكثر من ذلك، لأن مئات النساء لا تصرحن بتعرضهن للعنف، وحسب نفس الإحصائيات المقدمة فإنه قد تم تسجيل 5034 شكوى لدى الجهات الأمنية تخص تعرض نساء لعنف جسدي و1673 امرأة كانت ضحية سوء معاملة، بالإضافة إلى تعرض 27 امرأة للقتل العمدي خلال نفس الفترة. وحسب نفس المتحدث فإن الأزواج يأتون في المرتبة الأولى فيما يخص ارتكاب العنف ضد النساء وذلك ب1608 حالة ثم يأتي الأبناء ضد الأمهات في المرتبة الثانية ب538 حالة والإخوة ب 418 حالة، وفيما يتعلق بحالات العنف الجنسي ضد الأطفال، فقد تم عرض في اليوم الدراسي المذكور حالة مأساوية لطفلة تبلغ من العمر 10 سنوات تعرضت لاعتداء جنسي من طرف والدها. وفي هذا السياق، دعت أخصائية نفسانية إلى ضرورة رفع مستوى الوعي لدى الأولياء من خلال مراقبة سلوك الأبناء خاصة في المحيط والمتابعة المستمرة داخل الأسرة لمواجهة مثل هذه السلوكات.