تحسنت صحة الطفل الجزائري بشكل كبير في السنوات الأخيرة، بفضل عدة اجراءات وتدابير اتخذتها السلطات المعنية لمحاربة عدة أمراض وفيروسات وتحسين الصحة العمومية بشكل عام، وهذا بفضل توسيع رزنامة التلقيحات والاعتناء بالصحة المدرسية، بالمقابل يحذر أخصائيو طب الأطفال من تفاقم ظاهرة البدانة التي بدأت تزحف نحو أجسام أطفال مجتمعنا.. محذرين من خطرها، علما أن 10 من أطفال الجزائر بدناء، حسب حديث الأخصائي سيدي السعيد نائب رئيس الجمعية الجزائرية لأخصائيي طب الأطفال الأحرار ل "المساء". وتعتبر البدانة عند الأطفال من المشاكل الصحية الشائعة، التي تساهم في تصديرها إلينا البلدان المتقدمة، التي غزت وجباتها السريعة عقول أطفالنا، وتعتبر تلك الوجبات غنية بالسعيرات الحرارية، وتساعد على تراكم الدهون ومنها "الشيبس" "البتيزات"، المشروبات الغازية وغيرها من الوجبات، التي يزداد انتشارها في موسم الصيف، ومع الأسف، فإن الكثير من الأمهات يعتقدن أن الطفل السمين أو البدين هوالطفل الذي يتمتع بالصحة الجيدة، يشرح الدكتور، مضيفا أنه إذا كانت البدانة عند الكبار مشكلة فإنها عند الأطفال تعتبر مشكلة معقدة، ذلك لأن الشخص البالغ بإمكانه ممارسة الرياضة للتخلص من الدهون أو الالتزام بنظام غذائي معين، بينما لا يستطيع الطفل الالتزام بما يفعله البالغون، وهذا ما سمح بانتشار البدانة بين الأطفال والمراهقين، ليس فقط بالجزائر وإنما بدول العالم قاطبة وبمعدلات تنذر بالخطر، يشرح المختص. من جهة أخرى، فإن تغير نمط المعيشة وخروج الأم إلى ميدان العمل جعلها تفضل الرضاعة الاصطناعية، وهو ما ساهم في تراجع الرضاعة الطبيعية بحوالي 30، علما أن الحليب المصنع يعد من بين العوامل المساهمة في ازدياد سمنة الرضع، وللأسف، فإن الرضيع المكتنز هو مثال الطفل الجميل عند الأم العربية، وهذا خطأ، ولهذا فإن من واجب الأم مساعدة طفلها علفى التخلص من الوزن الزائد من أجل تجنب المخاطر الناجمة عن البدانة، والمتمثلة في أمراض عديدة وخطيرة، أهمها السكري والقلب، بالإضافة إلى إصابات المفاصل بأنواعها وهي الأمراض التي تظهر عادة عند الكهول. ويرى المختص في معرض حديثه عن صحة الطفل الجزائري، أن هناك سبلا سهلة لتفادي بدانة الأطفال، أهمها وضع رزنامة غذائية تتبعها الأم لإطعام أطفالها، ولا يعني هذا حرمان الطفل من تناول الطعام أوتجويعه، إنما تعني بالأساس تعديل نمط تغذيته تدريجيا، وإذا رأت الأم أنه من الصعب منع طفلها من تناول الحلويات والمعجنات والشيبس والمشروبات الغازية، فإنه لن يكون صعبا التخفيف من كمية هذه الأطعمة والمشروبات، واستبدالها بالأغذية المفيدة التي تساهم في تغذية صحة الطفل ووقايته من الأمراض. ومن جملة النصائح التي يقدمها الأخصائي لتفادي بدانة الأطفال، نذكر الابتعاد عن الوجبات السريعة الغنية بالدهون والسكريات وأيضا المشروبات الغازية التي تسبب عسر الهضم، كذلك الابتعاد عن السكريات والحلوى، وعند الضرورة يمنح القليل منها للطفل، وبالمقابل لابد من الإكثار من الخضروات والفواكه وتعويد الطفل عليها، وتحبيبه في ممارسة الرياضة، والأهم متابعة وزن الطفل الصحيح عن طريق طبيب مختص بالكشف الدوري، وكذا احترام قواعد النظافة كمحور لا يقل أهمية عن صحة الطفل يقول الأخصائي وذلك بغسل اليدين دوريا وقص أظافر الطفل ونظافة الجسم والأذنين، والتقليص قدر الإمكان من الأكل خارج المنزل. وفي الأخير، ينصح الأخصائي بعدم تعريض الأطفال لأشعة الشمس بين الساعة الحادية عشر والرابعة مساء، خاصة ونحن على أبواب الصيف، مع ضرورة استعمال المراهم الواقية من الأشعة البنفسجية عند الضرورة.