عرفت المكتبات ومختلف نقاط بيع الكتب شبه المدرسية والقصص خلال العطلة الشتوية توافدا كبيرا للأطفال وأوليائهم لاقتناء البعض منها، نظرا لدورها الفعال في تحسين مستوى التلاميذ، وهو ما استوقف “المساء” لدى تواجدها ببعض المكتبات التي تحولت إلى نقطة يقبل عليها الأولياء والتلاميذ على مدار السنة. إذا كانت العطلة فرصة للراحة والهروب من الدراسة بالنسبة للبعض، فقد اعتبرها البعض الآخر فرصة لاستدراك ما فاته لا سيما وأن كشوف بعض التلاميذ لم تكن في المستوى المطلوب، الأمر الذي دفع بالأولياء إلى اقتياد أبنائهم إلى المكتبات ومختلف نقاط بيع الكتب من أجل اقتناء ما يمكن أن يساعدهم ويرفع من مستواهم في الفصلين الثاني والثالث، خاصة وأن دور النشر اليوم أولت اهتماما خاصا للكتاب شبه المدرسي، فقد أبدعت في عروضها وزودت المكتبات بما تعتقد أنه يخدم ويغطي احتياجات التلاميذ، وهو ما أكده لنا صالح لعلالي من دار الأنيس الذي التقته “المساء” مؤخرا حيث أوضح قائلا: “قررنا منذ مدة التخصص في كتب الطفل، إذ جعلنا منشوراتنا تستجيب لاحتياجات التلاميذ بمختلف المستويات التعليمية، وبحكم أني كنت معلما ومفتشا سابقا، أعرف جيدا ما الذي يحتاج إليه التلميذ، والصعوبات التي تواجهه، ولأني على اطلاع بالطريقة المنهجية الصحية في التعليم أحاول جاهدا أن أكيف منشوراتنا تبعا لما يلبي حاجة المتعلمين”. ولجعل الفائدة تعم جميع الأطفال الذين يقصدون منتجاتنا يضيف: “جعلنا الأسعار جد رمزية، إذ أننا نبيع الكتب شبه المدرسية بأثمان زهيدة، لأن الهدف الذي نتطلع إليه هو المساهمة في الرفع من مستوى التلاميذ”. من أهم المنشورات التي كان الإقبال كبيرا عليها تبعا للمكتبات التي استوقفت “المساء” تلك الكتب التي تحوي برامج شبه مدرسية مرفقة بالحلول في جميع المواد وتحديدا مادة الرياضيات، واللغة العربية التي تحوي دروس النحو، الإعراب، الصرف ودروس الدعم بمادة اللغة الفرنسية والإنجليزية، ولعل سبب الإقبال عليها كونها تتوافق والمنهاج الدراسي وهو ما أكده صالح مشيرا إلى أن ما يتم نشره مؤخرا يراعى فيه أن يستجيب لمحتوى المنهاج الدراسي، هذا إلى جانب القصص التي تثري رصيد الطفل اللغوي، والتي أخذت هي الأخرى حصة الأسد من المبيعات في العطلة. في دردشتنا مع بعض الأولياء تبين لنا مدى حرصهم على متابعة أبنائهم، حيث أجمع المستجوبون على أن سوق الكتاب في الجزائر يعرف تحسنا كبيرا، وهو ما تعكسه المكتبات التي تضم عددا وفيرا من المنشورات التي تسهل على الأولياء فهم ما يقرؤه أبناؤهم، خاصة وأنها تحوي شروحا وحلولا مبسطة في جميع المواد، وتحديدا في مادة الرياضيات التي يواجه فيها العديد من التلاميذ صعوبات كبيرة. وفي حديثنا إلى كمال، الذي كان منهمكا رفقة طفليه في تصفح عدد من الكتب الخاصة بالسنة الثانية ابتدائي قال: “أواجه صعوبة كبيرة في فهم بعض الدروس بالمنهاج التربوي الجديد ومن ثمة شرح بعض المقررات الدراسية لابني، من أجل هذا أحبذ مرافقته إلى المكتبة لأقتني ما اعتقد أنه مفيد حتى تكون المعلومات التي أزوده بها صحيحة، وإن واجهني مشكل ما أطلع على الحل المرفق، وأعتقد أن تقديم التمرين مرفقا بالحل خطوة جيدة في تسهيل الفهم”، وهو ما أيدته السيدة أسماء، التي كانت بصدد اختيار بعض القصص من مكتبة الأبيار حيث قالت: “اعتبر المطالعة جزءا مهما من المنهاج الدراسي، فلا يكفي التركيز فقط على الكتب شبه المدرسية، لأن الأطفال سرعان ما يشعرون بالملل، لذا عندما نزور المكتبة افتح لهم فضاء لاختيار ما يرغبون فيه من قصص، ولأن المكتبات اليوم والحمد لله بها وفرة في الإنتاج التربوي التعليمي والترفيهي، أحاول أن أشبع رغبات أبنائي حتى لا تواجههم أية صعوبة خلال الموسم الدراسي الذي أصبح اليوم شاقا بالنظر إلى الحجم الساعي للدروس وكثافتها”. محمد بائع بإحدى مكتبات العاصمة، أكد أن الإقبال على المكتبات كبير طيلة السنة الدراسية من قبل الأولياء تحديدا، والذين يسجلون حضورا قويا ما يعكس اهتمامهم بمتابعة أبنائهم، غير أننا في العطل المدرسية يضيف “نسجل إقبالا بأرقام قياسية لاقتناء الكتب شبه المدرسية تحديدا وفي جميع المواد والمستويات التعليمية، ما يعني أن الوعي بأهمية مرافقة الأبناء ومتابعتهم في الدراسة عرف تحسنا كبيرا لدى الأولياء.