تشهد أجنحة الصالون الدولي للكتاب، إقبالا لا نظير له من العائلات الجزائرية، التي تجد في هذه المناسبة فرصة لاقتناء ما يلزم أطفالها من كتب للدراسة أولا والمطالعة ثانيا· تعددت العناوين المخصصة للأطفال واختلفت الأشكال والألوان، سواء تعلق الأمر بدور النشر الجزائرية، العربية أو الأجنبية·· ''الجزائر نيوز'' طافت في أروقة ------------------------------------------------------------------------ المعرض، ووقفت على عدد من الكتب الموجهة للقارئ الصغير، فسجلت ملاحظات أبرزها أن التلميذ الجزائري معرض لمعلومات وأفكار لا علاقة لها ببرنامجه الدراسي· لعل أهم ما يلفت النظر لكتاب الطفل الألوان والأشكال التي تطرح بها، حيث يعمد ناشرو هذه الكتب على تلوين الأغلفة بألوان تجذب القارئ الصغير، دون معرفة محتواها وربما تجذب القارئ البالغ كذلك· ففي المكتبة الخضراء وهي أشهر المكتبات الجزائرية المتخصصة في هذا المجال، عرضت سلسلات للأطفال بأبهى الألوان، منها ما هو تاريخي ومنها ما هو خاص بأدب الطفل الصغير، وقصص من الحجمين الكبير والصغير· وفي المقابل كان الإقبال عليها كبيرا ربما لأن سعرها مقبول بعض الشيء، مقارنة بالكتب المستوردة، حيث لا يتعدى ثمن القصص الصغيرة 35 دينارا، فيما يقدر ثمن أغلى وأكبر كتاب ب 350 دينارا، وبحسب القائم على المكتبة، فإن مؤسسته تعمد إلى خفض أسعار الكتب، خصوصا في المعارض· وغير بعيد عن المكتبة الخضراء عرضت دار ''موناميرا'' كتبا مدرسية إذ تعد هذه الدار من بين المختصين في إصدار الحوليات والكتب شبه المدرسية التي يعد الطلب عليها كبيرا جدا· أولياء الأطفال: السعر أولا والمحتوى ثانيا أكد عدد من الأولياء الذين رافقوا أطفالهم إلى المعرض، أنهم محتارين في اقتناء العناوين، خصوصا أمام الكتب المستوردة، عربية كانت أم أجنبية· إلا أن الكثيرين منهم لم يخفوا أنهم يضعون اعتبارات كبيرة للسعر قبل كل شيء، إذ تقول سيدة من باب الزوار كانت رفقة ابنتيها التلميذتين في الطور الابتدائي: ''نحاول تعليم أبنائنا ثقافة المطالعة، إلا أن الأمر يتعلق بعدم توافق أسعار الكتب مع قدراتنا الشرائية، سيما الكتب الأجنبية، لقد أعجبت ابنتي موسوعة مخصصة للطفل في دار الجيل اللبنانية، وتصوروا كم كان ثمنها 1500 دينار؟!، أنا لا أستطيع شراءها''· وفي المقابل ولكون أسعار كتب الأطفال مرتفعة بعض الشيء يعمد عدد من الأولياء إلى شراء الكتب المحلية، فيما يكتفي آخرون بشراء الكتب شبه المدرسية والحوليات التي تستدعيها الضرورة· الكتب الأجنبية·· إضافة أم خطر على مقروئية الأطفال؟ يفضل عدد من أولياء التلاميذ، خصوصا ميسوري الحال شراء الكتب الأجنبية لأبنائهم سيما من دور النشر الفرنسية، حيث وجدنا بجناح دار ''الأفق الجديد'' الفرنسية كهلا في الأربعينيات يبحث لابنه عن كتب شبه مدرسي وفق البرنامج الفرنسي، وبذات الدار وجد سلسة كاملة بعنوان ''je comprends tout '' ولجميع سنوات التعليم الابتدائي والمتوسط، وفق البرنامج المعتمد من وزارة التربية الفرنسية، بما فيها الكتب المتخصصة في مادة التاريخ الملقن في فرنسا، أي أن الطفل الجزائري سيتعرض إلى تسمية ''حرب الجزائر'' عوض ''الثورة الجزائرية'' وتسمية ''المتمردون'' عوض ''المجاهدون''، ما يطرح عدة علامات استفهام عن سبب السماح بمثل هذه الكتب التي تخالف البرنامج المعتمد من وزارة التربية الوطنية، حيث تتلاعب بالتسميات· وفي المقابل تفطن عدد من الأولياء لمثل هذه السقطات فعمدوا إلى شراء القصص فقط من دور النشر العربية والأجنبية، فيما فضل جلهم شراء الكتب شبه المدرسية من المكتبات الجزائرية، على غرار دار ''أطفالنا''، ''الموناميرا'' وغيرها· وفي المقابل أكد لنا المسؤول على جناح دار ''أسامة'' الأردنية أن مؤسسته تفطنت للأمر واستغنت عن الكتب شبه المدرسية الأردنية، لتجلب معها كتب عامة للأطفال من قصص وروايات قصيرة وأقراص مضغوطة، وهو نفس الأمر الذي عمدت إليه ''مؤسسة العلماء الصغار'' السورية التي دعمت جناحها بكمبيوتر ناطق يحتوي موسوعة موجهة للأطفال لاقت إقبالا كبيرا·