يواصل الصالون الدولي للكتاب، ككل عام، استقطاب العائلات الجزائرية التي اغتنمت فرصة العرض وتزامنها مع العطلة الخريفية للتلاميذ لتغيير الجو والقضاء على الروتين اليومي خاصة أن الصالون يمنح الفرصة للعائلات الجزائرية لاقتناء ما يلزم أبناءهم من كتب مدرسية وقواميس وألعاب تثقيفية بأسعار مناسبة. ورغم الصعوبات التي صادفتهم في البداية بسبب تغير مكان الصالون إلا ان العائلات لم تستطع تفويت هذه الفرصة على أبنائها خاصة المتمدرسين منهم. استطاع الصالون الدولي للكتاب أن يكسر احتكار الاسواق والمراكز التجارية وحدائق الألعاب للعائلات الجزائرية، فمنذ اليوم الأول لافتتاح الصالون لم تنقص وتيرة الإقبال عليه رغم تغير مكان العرض. وتمكنت العائلات من الحصول على مبتغاها من كتب الاطفال من قصص وقواميس وكتب شبه مدرسية وهو ما لاحظناه من خلال تجمع عدد كبير من العائلات حول دور النشر التي تعرض كتبا لهذه الفئة. كتب شبه مدرسية لتخفيف عبء الدروس الخصوصية اجتمعت دور العرض التي اقتسمت أجنحة المعرض على التركيز على فئات معينة من المجتمع. وقد اخذ الاطفال والتلاميذ نصيب الأسد في الكثير من مساحات هذه الأجنحة، وهو ما يفسر إقبال العائلات الجزائرية على طبعات الصالون الدولي للكتاب كل عام. فقد استطاعت دور النشر إرواء ظمأ العائلات وأبنائها من خلال جلب العديد من الكتب شبه المدرسية التي يستعين بها التلاميذ في حل دروسهم. وما يلفت الانتباه أن دور النشر ركزت على طبع كتيبات صغيرة او مطويات لا يتعدى عدد أوراقها الصفحتين تباع ب50دج للمطوية الواحدة تحتوي على قواعد مهمة في الرياضيات الهندسة والجبر والعلوم الفيزيائية. بالإضافة الى الإعراب وقواعد اللغة العربية. وقد شهدت هذه الأخيرة إقبالا كبيرا من طرف العائلات خاصة أن التلاميذ وجدوا فيها تطابقا كبيرا مع برنامجهم الدراسي، وتؤكد إحدى السيدات التي التقيناها في المعرض ان اقتناء مثل هذه الكتيبات التي تحتوي على قواعد ومعلومات مختصرة ومفيدة، بالإضافة الى القواميس المختلفة، يساعد التلميذ على مراجعة دروسه على أكمل وجه دون اللجوء الى فتح الكتب المدرسية في كل مرة ينسى فيها التلميذ قاعدة في الرياضيات أوفي الفيزياء وغيرها من القواعد الأخرى. .. والأقراص المضغوطة تلقى رواجا واسعا أخذت الأقراص المضغوطة نصيبها من الرواج وسط زوار صالون الكتاب من تلاميذ المدارس والثانويات، حيث وجدوا ضالتهم في الأقراص المضغوطة التي تمنحهم شرحا مفصلا لكثير من الدروس خاصة بالنسبة لتلاميذ الأطوار النهائية. فالكثير من هذه الأقراص تحوي تمارين محلولة في مواد علمية وأدبية يجد فيها التلاميذ صعوبة في فهمها، فيستعين الكثير منهم بهذه الأقراص لشرح الدروس بطريقة حديثة أفضل من الدروس الخصوصية التي أثقلت كاهل أوليائهم. وعن ثمن هذه الأقراص يقول ''وليد''، تلميذ في الثانوي، انها في متناول الجميع فهي تباع بين 100دج الى 200دج للقرص الواحد، وقد اتفق وليد مع زملائه على اقتناء مجموعة من هذه الدروس على ان يتم تبادلها فيما بينهم في محاولة منهم لاقتناء مجموعة كبيرة من هذه الأقراص والمطويات. والمثير للانتباه ان أولياء التلاميذ استهوتهم كثيرا فكرة اقتناء هذه الأقراص خاصة أن عددا كبيرا من التلاميذ يمضون اغلب وقتهم أمام شاشات الكمبيوتر، وهو ما شجعهم على تجريب هذه الطريقة في مراجعة الدروس. تغيير مكان الصالون أربك العائلات أدى تغيير موقع الصالون الدولي للكتاب من قصر المعارض الى القاعة البيضوية الى ارتباك كبير وسط العائلات التي اعتادت التوجه كل عام الى قصر المعارض. وأكثر ما أثار استياء المواطنين هو افتقار المكان لمساحات واسعة للراحة وعدم توفره على مطاعم وما وجد منها كان يعرض المأكولات بأثمان باهظة، إذا اعتبرنا ان العائلة الجزائرية كبيرة وتحضر لمثل هذه المعارض بأكملها فلا يمنكن لرب أسرة اقتناء ''سندويتشات'' لكامل أفراد أسرته، حيث بلغ ثمن السندويتش الواحد 200دج عكس قصر المعارض. وقد لفت انتباهنا اصطفاف عدد كبير من الشباب لبيع المأكولات على بوابات القاعة البيضوية مثل الحلويات والمحاجب والعصائر، وفضلت الكثير من العائلات الجلوس على الربوة المحاذية للقاعة لتناول الأكل الذي حضرته خصيصا في المنزل .