يبقى الشعب الفلسطيني أكثر عزما من أي وقت مضى على مواصلة مسيرة النضال والكفاح التي رسمتها قوافل الشهداء الفلسطينيين بدمائهم خدمة للقضية الوطنية، وأملا في تحقيق مطالب الأمة في إقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وأكد هيثم العمايري، مسؤول الثقافة والإعلام بسفارة دولة فلسطينبالجزائر، خلال كلمة قرأها نيابة عن السفير الفلسطينيبالجزائر، حسين عبد الخالق، في منتدى جريدة ”المجاهد” المنظم بالتنسيق مع جمعية مشعل الشهيد حول اندلاع الثورة الفلسطينية تخليدا لشهدائها وإحياء لليوم الوطني للشهيد أن الفلسطينيين أضحوا اليوم أكثر استعدادا للتضحية بالنفس والنفيس والاستشهاد في سبيل الحرية والاستقلال ومواصلة دروب الحرب ضد الكيان الصهيوني الغاشم. وأوضح المتحدث أن إحياء اليوم الوطني للشهيد الفلسطيني المصادف ل07 جانفي من كل سنة يعد محطة تاريخية حاسمة في كفاح الشعب الفلسطيني من أجل افتكاك الاستقلال واستعادة حقوقه المشروعة وبناء دولته فلسطين حرة مستقلة وعاصمتها القدس، داعيا إلى ضرورة تثبيت هذا اليوم وترسيمه وإحيائه من قبل كافة المؤسسات والهيئات والفلسطينية داخل وخارج فلسطين. لكونه تاريخا يرمز للتضحيات الجسام التي قدمها الشهداء في سبيل الانعتاق والتحرر. منوها في السياق بقوافل شهداء الجزائر الذين ضحوا بأغلى ما يملكون من أجل محاربة الاستعمار الفرنسي في إطار ثورة الفاتح نوفمبر 1954 ونضالاتها المتواصلة التي تعد الشرارة الأولى التي عجلت باندلاع الكفاح المسلح بالجزائر. وقال في هذا الإطار ”أنه لولا شهداء الجزائر الأحرار وتضحياتهم لما توصلنا اليوم لإحياء يوم الشهيد الفلسطيني لأول مرة على أرض الجزائر الطاهرة..”. وأكد المسؤول الفلسطيني أن الفلسطينيين كافة على غرار أشقائهم الجزائريين دافعوا عن أرضهم ضد الاحتلال الصهيوني، دفاعا عن الأرض والعرض، ليمتد ذلك إلى الدفاع عن المشروع القومي العربي ككل، مضيفا أن الشعب الفلسطيني لم يتوقف عن تقديم الشهداء منذ الهجرة اليهودية نحو الأراضي الفلسطينية خلال 1917 (وعد بلفور) في سبيل تحطيم سياسات الاستيطان الاسرائيلية المنتهجة بهدف طمس الهوية والشخصية الفلسطينية. كما ذكر بأهم المحطات التي شهدها النضال الفلسطيني كثورة (البوراق) 1929 ثم ثورة 1936 وحرب عام 1967 ومعركة الكرامة 1968 ليتوقف مطولا عند انتفاضة الأقصى عام 1990 التي أعطت نهجا جديدا في النضال تزعمه الشباب الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي. مشددا على أن هذه الذكرى الغالية على نفس كل فلسطيني أينما كان لا بد أن تكون مناسبة لتخليد أرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل رفع الغبن والظلم عن الشعب الفلسطيني واسترجاع حقوقه المهضومة من العدو المستعمر. لاسيما وأن هذا التاريخ يخلد أول شهيد فلسطيني سقط في ميدان الشرف يوم 07 جانفي 1965. كما أكد الملحق العسكري بسفارة فلسطينبالجزائر، العقيد أناتي توفيق، في تدخل له في إطار شهاداته على فقدان شقيقه وأن ذكرى يوم الشهيد الفلسطيني تخلد بشكل دائم شهداء القضية الوطنية والمجهودات التي بذلوها في مواجهة الكيان الصهيوني وسياساته الاستيطانية التوسعية في المنطقة. داعيا إلى أهمية توثيق هذه البطولات وتدوينها ليستفيد منها شباب اليوم ويستلهم من قيمها النضالية الخالدة. وشدد مشاركون في فعاليات هذا المنتدى على وجوب تصعيد وتيرة الكفاح والنضال من أجل الاستقلال، مطالبين في تدخلاتهم الدول العربية بالتعاطي مع القضية الفلسطينية بقوة وصلابة وجدية في سبيل كسر شوكة المحتل الصهيوني ووقف سياساته الاستيطانية. كما تمت الإشارة إلى المعاناة التي يحياها اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات اليرموك بسوريا والتهديدات التي تتربص بهم كالقنص بالرصاص والجوع ونقص المساعدات في إشارة إلى ضرورة التدخل العاجل للأمم المتحدة لتدارك الوضع المأساوي لهؤلاء.