أحيت سفارة دولة فلسطينبالجزائر، بالتنسيق مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح-اقليمالجزائر"، بالجزائر العاصمة، أمس، فعاليات الذكرى المزدوجة ال48 لانطلاق الثورة الفلسطينية واليوم الوطني للشهيد الفلسطيني، بحضور ممثلي عدة تشكيلات سياسية وطنية وطلبة وأعضاء الجالية الفلسطينية المقيمة بالجزائر، حيث جدّد المشاركون عزمهم على مواصلة الكفاح بشتى الوسائل لغاية تمكين الشعب الفلسطيني من الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. وأكد ممثل السفير الفلسطينيبالجزائر، المستشار محمد حمّاد، في كلمته الافتتاحية خلال إحياء هذه الذكرى التي جرت فعالياتها بقصر الثقافة "مفدي زكرياء" بالعاصمة، العزم القوي على مواصلة الكفاح السياسي والثوري ضد الكيان الصهيوني بغزة وكافة المدن المحتلة إلى غاية التحرر والاستقلال بما يمهّد لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، إلى جانب العمل لاحقا على عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم. وأضاف السيد حمّاد أن التمسّك بهذا المبدأ الشجاع نابع من الوفاء لمسيرة كافة الشهداء الذين ضحّوا بأنفسهم من أجل تحرير القدس من بطش وهيمنة الاحتلال الاسرائيلي، داعيا إلى مزيد من الدعم الخارجي للقضية الفلسطينية للفت المجتمع الدولي لاسيما الأممالمتحدة لما يجري في غزة من حصار للأبرياء وتقتيل للأطفال والنساء وانتهاك لحقوق الإنسان. ونوّه ممثل سفير دولة فلسطينبالجزائر بالموقف الجزائري الراسخ والثابت في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة، معتبرا هذا الموقف المشرّف نابعا من قيم وتعاليم بيان أول نوفمبر 1954 الذي أسّس للكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي. كما اعتبر في السياق، أن حركة فتح الفلسطينية تبقى رائدة المشروع الفلسطيني التحرري والممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين مهما كانت الهجمات الاسرائيلية على قطاع غزة وسياسات الاستيطان، داعيا إلى مزيد من الجهود للتوصل لقيام دولة فلسطين وفق ما أقرته الشرعية الدولية. وبدوره، أكد عضو اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، السيد الصادق بوقطاية، في تدخل له اعتزازه بدعم الجزائر لشرعية الكفاح الفلسطيني لغاية تحقيق استقلال الشعب الفلسطيني الشقيق، معتبرا هذا الكفاح قضية مقدسة للأمة العربية وخطا أحمر لا يجوز لأحد أن يتجاوزه. كما أوضح السيد بوقطاية أن الجزائر تعد من بين الدول السباقة في رعاية ميلاد دولة فلسطينبالجزائر، مثمنا قوة ومتانة العلاقات التاريخية التي تجمع الشعبين الشقيقين الجزائريوالفلسطيني. وقال في هذا الاطار: "إن الجزائر تعد من الدول الأولى التي رافقت إعلان قيام الدولة الفلسطينية في الجزائر، حيث كانت منارة شامخة في دعم ونصرة الشعوب المستضعفة ومنادية بضرورة مراعاة حق الشعوب في تقرير مصيرها والحصول على استقلالها. ومن جهته، اعتبر أمين إقليمالجزائر لحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" السيد أبو هاشم أن الاحتفال بانطلاق الثورة الفلسطينية وهي تدخل عامها ال48 يؤكد مرة أخرى التمسك بمسيرة الحرية والاستقلال وإعادة الصورة الحقيقية للهوية الوطنية الفلسطينية التي حاول أصحاب المشروع الاحتلالي الاستيطاني إنكار وجودها. وأكد السيد أبو هاشم أن حركة فتح لا تزال تؤكد على ضرورة العمل من أجل تحقيق عدة مبادئ وشروط أساسية منها الحقوق التاريخية الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه مع ضرورة عودة اللاجئين إلى ديارهم، إلى جانب التمسك بالقدس الشريف كعاصمة أبدية لدولة فلسطين. كما أشار إلى حتمية ضمان حرية الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال والحق المشروع في المقاومة الشعبية ومقاومة مخططات تهويد مدينة القدس وانتهاك المقدسات وإنهاء الحصار المالي والاقتصادي المفروض من قبل حكومة الاحتلال. وفي الأخير، تابع الحضور شريطا وثائقيا عرض المسيرة التاريخية والنضالية للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "أبو عمار" ومختلف المراحل التاريخية التي عرفتها حركة فتح. كما برمج المنظمون معرضا ثقافيا وتاريخيا ضم مجموعة من الصور للرئيس الراحل عرفات وزياراته الرسمية لمختلف عواصم دول العالم لاسيما علاقاتها الوطيدة برؤساء الجزائر السابقين.