تشهد مختلف مساجد قصور وبلديات ولاية أدرار من شمالها إلى جنوبها، من شرقها إلى غربها تلألؤا ونورا من خلال ارتفاع أصوات زوارها الذين يتلون ويرددون أشهر القصائد الشعرية في مدح النبي محمد خير البرية صلى الله عليه وسلم. ومن أشهرها قصائد الإمام البوصيري، الهمزية، البغدادية، الحلبي، القصائد الوترية في مدح خير البرية لناظمها الإمام المرحوم أبو القاسم منذ غرة ربيع الأول حتى يوم مولده في الثاني عشر، وسط أجواء شعبية تعبر في مجملها عن الفرحة العارمة التي ينتظرونها بصفة خاصة منذ أشهر، بالإضافة إلى حلقات الدرس والوعظ والإرشاد التي تدور جل محاورها حول السيرة النبوية وفضل إحياء هذه المناسبة وغرسها في أبناء المسلمين، لعل أهم ما يطبع هذه الحلقات، مصاحبتها لجلسات الشاي كون الناس يقضون وقتا طويلا بالمساجد بصفة خاصة هذه الأيام، تصل إلى ثلاث ساعات ليلا ابتداء من المغرب في بعض المناطق دون غياب الأطفال الذين يسمع صوتهم من بعيد مرددين القصائد، إلى جانب العنصر النسوي اللائي يلعبن دورا بارزا في أجواء الاحتفال مبرزات بصمتهن في التحضير التقليدي لمسحوق يوزع في المساجد أثناء تلاوة المدائح يعرف محليا ب«ملح البشير”، ويستخلص من 40 مادة غذائية. وفي الجانب الثقافي، تعرف الساحة المحلية عدة طبوع فولكلورية بشهر المولد أبرزها رقصة برزانة التي تشتهر بها وسط مدينة أدرار، ورقصة صارة التي تمارس بالعصي وتشتهر بها منطقة تيميمون، إلى جانب رقصات البارود التي تزدهر بها مختلف مناطق الولاية دون استثناء.