أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله، أن قطاعه سجل تقدم وتيرة تجسيد الخريطة المسجدية عبر الوطن بنسبة 80 بالمائة، مذكرا أن هذه النسبة كانت لا تتجاوز 26 بالمائة حين تم تعيينه على رأس قطاع الشؤون الدينية والأوقاف. وفي رده على سؤال طرحه النائب عن حزب الكرامة بالمجلس الشعبي الوطني الداوي محمد، قال الوزير إن بلوغ هذه النسبة الهامة جاء بفضل تضافر جهود جميع القائمين على قطاع الشؤون الدينية والأوقاف، في سبيل استكمال مخطط الخريطة المسجدية المحدد من قبل الوصاية، الرامي إلى تصنيف المساجد عبر كافة إقليم الوطن. وأوضح غلام الله في هذا الإطار، أن قطاعه الوزاري بادر برفع مشروع قانون تصنيف المساجد على مستوى الأمانة العامة للحكومة، بغية مواصلة استكمال هذا المخطط الهام، والمساهمة أكثر في تحيين المرسوم التنفيذي الخاص ببناء المساجد وتنظيمها وتسييرها لسنة 1990، والعمل على إثرائه أكثر. وأشار المتحدث من جهة أخرى، إلى الجانب التأطيري للمساجد عبر الوطن، مذكرا بتكوين أكثر من 800 إمام خلال سنتي 2010 و2012؛ ما يدل على تحسن كبير وتدريجي في مجال تأطير المساجد والوقوف عند انشغالات المواطنين، لاسيما بالمناطق النائية والمعزولة التي تعاني مساجدها نقصا فادحا في الأئمة والقيّمين. كما قال إن قطاعه يولي أهمية بالغة بتوظيف الأئمة المتخرجين من المعاهد والجامعات بعد تلقّيهم تكوينا إضافيا على مستوى المعاهد والمراكز الدينية عبر الوطن، مذكرا في هذا الشأن بأن دائرته الوزارية أشرفت خلال السنوات الأخيرة، على تكوين ما يفوق 1500 إمام أستاذ و240 إماما أستاذا رئيسا، إلى جانب عدد هائل من معلّمي القرآن والقيّمين والمؤذنين والمرشدات الدينيات. وفي رده على سؤال آخر حول قضية التبشير بتيزي وزو (دائرة واضية على وجه التحديد)، كذّب الوزير كل الشائعات الصادرة حول هذا الموضوع جملة وتفصيلا، مؤكدا أن الولاية تعرف تزايدا كبيرا في عدد المساجد التي يتوافد عليها سكان هذه المنطقة بشكل كبير؛ حيث تتوفر على 42 مسجدا مقابل كنيسة واحدة بها. وأشار إلى مشروع في إطار التجسيد لتدشين مسجد النور بتيزي وزو، بهدف العمل على تدعيم قطاع الشؤون الدينية والأوقاف بهذه المنطقة، التي احتضنت الإسلام وتُعد قِبلة العلماء والزوايا، كما أضاف غلام الله. وبخصوص الأحداث الأخيرة التي عرفتها غرداية، أوضح ممثل الحكومة أن المتسببين في هذه الأخيرة أطراف تحاول بشتى الوسائل المتاحة، التشويش على أمن المنطقة وضرب استقرار الجزائر؛ من خلال زرع الفتنة بين أبناء الشعب الجزائري لخدمة مصالحهم الضيّقة، منوّها بالجهود التي بذلتها الدولة في احتواء هذه الأحداث بالتعاون مع عقلاء المنطقة، والتي لا تمتّ بأي صلة إلى ما وصف بالصراعات المذهبية أو الطائفية.