تعيش ليبيا حالة استنفار أمني غير مسبوق فرضتها الاشتباكات المسلحة التي ضربت سبها كبرى مدن جنوب البلا وأودت بحياة ما لا يقل عن 30 شخصا وعشرات الجرحى في مشهد أكد مجددا عمق فوضى السلاح التي يتخبط فيها هذا البلد منذ أكثر من عامين وعجزت سلطاته على احتوائها. وبينما أكد رئيس الحكومة الليبية علي زيدان أن الأوضاع على ما يرام بسبها بعد أن تمكنت القوات النظامية من فرض سيطرتها الكاملة عليها أعلن الجيش الليبي أمس انه تمكن من فرض سيطرته على قاعدة "تمنهنت" العسكرية الواقعة بضواحي المدينة.وكان مسلحون تمكنوا من بسط سيطرتهم على هذه القاعدة قبل أن يضطروا للفرار منها بمجرد وصول الدفعات الأولى من قوات الدعم والحماية التي أرسلتها الحكومة الى مناطق جنوب البلاد لتعزيز قواتها المتواجدة هناك. وتدهور الوضع بمدينة سبها كبرى مدن الجنوب الليبي على خلفية رواج إشاعات بظهور "خلايا نائمة تابعة للنظام السابق بالمنطقة الجنوبية ومنطقة ورشفانة القريبة من العاصمة طرابلس" مما تسبب في اندلاع اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة وقوات الجيش طيلة الأسبوع الماضي أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا بين قتلى وجرحى.وهو ما دفع بالحكومة المؤقتة إلى فرض حالة طوارئ بكامل أنحاء البلاد تلاها استنفار امني كبير في أوساط مختلف القوات الأمنية.وذكرت مصادر مسؤولة اتخاذ قرار بنشر قوات الجيش والأمن في جميع مدن البلاد ومنحها صلاحيات واسعة للتعامل مع أي أهداف معادية تمس بثورة 17 فيفري التي أطاحت بنظام العقيد الليبي معمر القذافي في أكتوبر 2011. وأثار تدهور الأوضاع الأمنية في جنوب ليبيا قلقا دوليا متزايدا دفع ببعثة الأممالمتحدة الى هذا البلد بالمطالبة بضرورة وقف العنف في مدينة سبها وكل المواجهات اشتباكات المسلحة في جنوب البلاد.وحثت البعثة الأممية كافة الأطراف على "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واعتماد الوسائل السلمية لحل الخلافات" بعدما أكدت أن "السبيل إلى استتباب الأمن والحفاظ على السلام هو مواجهة المشكلات ومعالجتها من جذورها ودرء مخاطر الانقسام بين مكونات المجتمع والسير على طريق المصالحة الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة".من جانبها أعربت نكوسازانا دلاميني زوما رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي عن أملها في "أن تتمكن ليبيا من التغلب على تحديات المرحلة الانتقالية وأن تمضي قدما لإعادة بناء وتعزيز مؤسساتها".ونفس موقف القلق الذي عبرت عنه إيطاليا على لسان وزير دفاعها ماريو ماورو الذي قال "نحن قلقون جدا للوضع في ليبيا حيث تواجه الحكومة صعوبات في فرض سلطاتها على الميليشيات التي حاربت النظام السابق" مؤكدا التزام بلاده "القوي" بالمشاركة في تدريب القوات المسلحة الليبية.