تستعد الإعلامية والممثلة الأمريكية أوبرا وينفري لإنتاج الفيلم الجديد “سيلمه” الذي يدور عن حياة المناضل مارتن لوثر كينغ، وهو زعيم أمريكي من أصول إفريقية، قس وناشط سياسي إنساني، كان من أشدّ المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضد بني جلدته، وفي عام 1964 حصل على جائزة نوبل للسلام، وكان أصغر من يحوز بها . يلقي الفيلم الضوء على الحقبة التاريخية التي عاش خلالها لوثر كينغ، ودوره المهم في مسيرة الحقوق المدنية بداخل أمريكا، وفقا لموقع هوليوود ريبورتر السينمائي، يشارك في إنتاج العمل أيضا الممثل براد بيت، عبر شركته الإنتاجية التي قدمت هذا العام فيلم “12 عاما من العبودية” الذي تناول فترة من تاريخ نضال السود في سبيل نيل الحرية. ومن المقرر أن يقوم الممثل ديفيد أويلو ببطولة العمل الذي يتم التحضير من أجل عرضه عام 2015، ويطلّ النجم الأسترالي هيو جاكمان في الفيلم ليسلّط الضوء على مقتل الناشط السياسي الأمريكي مارتن لوثر كينغ المدافع عن الحقوق المدنية للسود. وذكرت صحيفة “لوس أنجلس تايمز” أنّ جاكمان سيجسّد في الفيلم شخصية المحامي المثير للجدل ويليام بيبر الذي أصرّ أنّ الرجل الذي حُكم عليه بتهمة قتل كينغ، جيمس إيرل راي، بريء من التهمة، ويتابع الفيلم حياة بيبر على مدى سنوات وهو يجري مقابلات تدعم نظريته القائلة بأن أشخاصا في الحكومة الأمريكية كانوا مسؤولين عن مقتل كينغ بسبب معارضته لخططهم السياسية الخارجية، ويستند الفيلم على كتاب من تأليف بيبر. وقال المخرج الأمريكي أوليفر ستون؛ إنّ “علاقته بفيلم مارتن لوثر كينغ انتهت”، مشيرا إلى أنّه “أعاد كتابة السيناريو بشكل كامل لكن المنتجين قاموا برفضه”، وأوضح المخرج الحاصل على جائزة الأوسكار مرتين، عبر صفحته بموقع تويتر الاجتماعي، أنّ “السيناريو الذي كتبته يتناول الكثير من القضايا الخلافية، والعلاقات المعقدة داخل الحركة التحررية، فتحوّل كينغ إلى شخص أكثر راديكالية، لكن هذا لم يعجب شركة الإنتاج لأنهم “أرادوا أن يظهر كقديس”، بحسب وصف ستون. وأضاف أنه يتمنى أن يخرج الفيلم الذي أراد صناعته إلى النور في يوم ما، ووجه حديثه إلى لوثر كينغ قائلا؛ “لقد كنت مصدر إلهام كبير لنا نحن الأمريكيين، وحزنت كثيرا لأجلك، لكنك لم تكن قديسا”.اشتهر ستون بأفلامه التي تقوم بسرد التاريخ الأمريكي من وجهة نظر غير رسمية، وعلى رأسها فيلم “جاك” الذي يتناول حقبة جون كينيدي، ونيكسون، حيث أعاد فيه سرد فضيحة ووترغيت في حقبة ريتشارد نيكسون، وجورج بوش الأب، وكذا فيلماه اللذان حصل عنهما على جائزة أوسكار أفضل مخرج عبر تناول حرب الفيتنام. اغتيل مارتن لوثر كينغ في الرابع من أفريل عام 1968، إثر حادثة قتله انفجرت أعمال العنف في كثير من مدن البلاد، واشتعلت النيران في شيكاغو، بوسطن، واشنطن ونيويورك وفرض حظر تجول واعتقل الآلاف بعد نشوب 620 حريقا، وجرت مراسم جنازته في شكل جماهيري بمدينة أتلانتا ومثّلت بشكل رمزي تعاطف كينغ مع الفقراء، هذا الأخير الذي اعتبر من أهم الشخصيات التي دعت إلى الحرية وحقوق الإنسان.