اختتمت أشغال الندوة حول "الأمن بالحوار: دور المؤسسات البرلمانية في تعميق الحوار المتوسطي" أمس بالجزائر باقتراح إنشاء نظام للوقاية من الأخطار التي تهدد المنطقة. كما اتفق المشاركون على إقامة لجنة ثنائية بين الجزائر وحلف شمال الأطلسي لمباشرة "حوار بطابع خاص" من شأنه أن يحدد "حاجيات وتطلعات الطرفين" . وفي ختام أشغال هذا اللقاء تم التأكيد على أن "التعاون بين الجزائر وحلف شمال الأطلسي في إطار الحوار المتوسطي قد تم مباشرته كما أنه يتوفر على كفاءات كبيرة" . وأضاف المشاركون أن هذا اللقاء شكل مناسبة جد ملائمة لتركيز كل الجهود على هذه المبادرة المشتركة. كما اتفقت الجزائر ومنظمة حلف شمال الأطلسي على إقامة تعاون في كافة المجالات بهدف العمل سويا على إيجاد حلول مشتركة لمجمل الأخطار التي يواجهها الطرفان. وفي هذا الصدد أكد رئيس لجنة الدفاع الوطني بمجلس الأمة السيد مصطفى شلوفي في تصريح للصحافة عقب انتهاء أشغال الملتقى حول "دور المؤسسات البرلمانية في تعميق الحوار المتوسطي" أن "الجزائر ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي ولكنها تنتمي إلى منطقة الأمن وهو الجانب الذي يهمنا بالتحديد" . وأضاف أنه "توجب التحادث معا من أجل إقامة تعاون مشترك بهدف إيجاد حلول للمشاكل التي نواجهها" . وأشار السيد شلوفي من جهة أخرى إلى أن الجزائر "كانت دوما تهتم بالسلم والأمن في حوض المتوسط" ذلك أنه -كما قال- "أمننا الخاص مرتبط بأمن المتوسط" . ولدى تطرقه للغاية من تنظيم هذا الملتقى أكد رئيس لجنة الدفاع الوطني بمجلس الأمة أن الجزائر تقع في منطقة "جد استراتيجية" بالنسبة لأوروبا ومن ثم فإن بلدان أوروبا "تلتمس مساهمة بلدنا لاسيما في مجال مكافحة الإرهاب" . وخلص السيد شلوفي إلى انه "لا بد لنا من التحادث مع بلدان الجوار لأنه لا يوجد بلد في منأى عن المخاطر الجديدة المعقدة التي تميز البيئة الأمنية المضطربة". من جهته، أكد النائب بالمجلس الشعبي الوطني السيد عبد الكريم حرشاوي أن الأمور "كانت إيجابية، كما أن أصدقاءنا من منظمة حلف شمال الأطلسي أكدوا أن الحصيلة جد إيجابية من حيث النتائج والأشواط التي تم قطعها" . وأردف في السياق أن هذا الحوار "يأخذ فعلا في الحسبان خيارات الجزائر"، مؤكدا أن "هذا اللقاء منح الأفضلية للمجالات التي تعتبرها الجزائر ذات أولوية في هذه العملية مع منظمة حلف شمال الأطلسي مثل التكوين والمخطط الإستعجالي الخاص بالمدنيين والخبرة والامتيازات المقارنة من حيث التحاليل والتكنولوجيات". وأضاف أنه تم "تأكيد جميع الجوانب في مجال التعاون بين منظمة حلف شمال الأطلسي والجزائر وما يحملنا على التفاؤل هوأن هذا الحوار سيساهم فعلا في إحلال السلم والاستقرار بمنطقة المتوسط" . كما أشار السيد حرشاوي من جهة أخرى إلى أن "البرلمانيين التزموا بدعم مسار التعاون هذا"، مضيفا أنهم "لم يفوتوا الفرصة لدعوة منظمة حلف شمال الأطلسي للقيام بأعمال من شأنها ضمان تسوية عادلة ومستدامة للنزاع في الشرق الأوسط". وأضاف في هذا الصدد أن "انعدام الاستقرار في هذه المنطقة يرجع إلى المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني" . واستطرد المتحدث قائلا "إنها مأساة لا تطاق ومن ثم يجب دعوة المجموعة الدولية إلى العمل من أجل وضع حد لمأساة الشعب الفلسطيني كما أنه بإمكان منظمة حلف شمال الأطلسي على وجه الخصوص ان تلعب دورا في هذا الإطار" .