اقترح المشاركون في الندوة البرلمانية حول "الأمن عن طريق الحوار: دور الهيئات البرلمانية في تعميق الحوار المتوسطي" إنشاء نظام للوقاية من الأخطار التي تواجه المنطقة المتوسطية، حيث اتفقوا على إقامة لجنة ثنائية بين الجزائر وحلف شمال الأطلسي "الناتو" لمباشرة حوار خاص من أجل تحديد اهتمامات الطرفين. أجمع البرلمانيون خلال اختتام الندوة التي احتضنها مجلس الأمة حول الأمن عن طريق الحوار ودور الهيئات البرلمانية في تعميق الحوار المتوسطي الذي عرف حضور الأمين العام المفوض لحلف شمال الأطلسي كلوديو بيزونيرو على إنشاء نظام للوقاية من الأخطار التي تواجه وتهدد منطقة المتوسط، مؤكدين على أن التعاون بين الجزائر و"الناتو" في إطار الحوار المتوسطي قد تم الشروع فيه، حيث أشاروا إلى أنه يتوفر على كفاءات كبيرة مما يجعل التعاون متميزا بين الطرفين. وأكد مصطفى شلوفي رئيس لجنة الدفاع بمجلس الأمة أن الجزائر ليست عضوا في حلف شمال الأطلسي في حين أنها تنتمي إلى منطقة الأمن، مضيفا بأنه الجانب الأمني هو الذي يهم الجزائر بالتحديد، داعيا إلى إقامة تعاون مشترك من أجل إيجاد الحلول للمشاكل ذات الاهتمام المشترك، حيث أشار إلى أن الجزائر تهتم منذ مدة بالسلم والأمن في حوض المتوسط واستطرد قائلا "أمننا الخاص مرتبط بأمن المتوسط". وأضاف شلوفي أن الجزائر تقع في منطقة "جد إستراتيجية" بالنسبة لأوروبا و من ثم فإن الدول الأوروبية تلتمس من الجزائر تقديم مساهمتها في مجال مكافحة الإرهاب، مؤكدا على ضرورة التحادث مع بلدان الجوار باعتبار أنه لا يوجد بلد في منأى عن المخاطر الجديدة المعقدة التي تميز البيئة الأمنية لمضطربة. وفي ذات الملتقى تم الاتفاق على إقامة لجنة ثنائية بين الجزائر و"الناتو" لمباشرة حوار خاص يهدف إلى تحديد حاجيات وتطلعات الطرفين، وأضافوا بأن اهتمام الجزائر بالأمن والسلم في حوض البحر الأبيض المتوسط كون أمنها مرتبط بأمن حوض المتوسط، بالإضافة إلى اعتبارات جيوسياسية وجيوإستراتيجية وكذا كثافة العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية التي تربطها بالدول المطلة على الحوض. وفي ذات السياق، أكد مصطفى عبيد رئيس لجنة الدفاع الوطني بالمجلس الشعبي الوطني أن تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة المتوسط يتم من خلال حل المشاكل الإقليمية خاصة القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن غضب شعوب الضفة الجنوبية بخصوص العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني يجعل الحوار غير مجدي، حيث شدد على أن استمرار إسرائيل في سياستها العدوانية تشكل خطرا حقيقيا على الأمن والسلم الدوليين خاصة في حوض البحر الأبيض المتوسط، مضيفا بأن التسوية العادلة والدائمة لقضية الشرق الأوسط شرط يتوقف عليه نجاح الحوار المتوسطي. وأكد البرلماني عبد الكريم حرشاوي بخصوص الشراكة في إطار الحوار المتوسطي أن ترتكز أساسا على تعزيز الحوار السياسي، إصلاح الدفاع ومكافحة الإرهاب، مضيفا بأنها تعتمد على تسيير الأزمات والإعلام والاتصال، الميادين المتعلقة بحماية المجتمعات وتقديم المساعدات لتجنب الكوارث.