تواصل السلطات الأوكرانية تقديم مزيد من التنازلات من أجل احتواء الأزمة المتفجرة في البلاد منذ أكثر من شهرين على إثر قرارها إلغاء اتفاقيات شراكة مع الاتحاد الأوروبي مفضلة تقاربها مع روسيا. وأعلن ايوري ميروشنتشانكو، ممثل الرئيس الأوكراني، فيكتور يانوكوفيتش، أمام نواب البرلمان أن الرئيس مستعد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مسبقة من أجل احتواء الأزمة السياسية المتفاعلة منذ نهاية العام الماضي. وتم الكشف عن استعداد الرئيس الأوكراني للأخذ بهذا الخيار ساعات قليلة قبل وصول كاترين اشتون رئيسة دبلوماسية الاتحاد الأوروبي إلى العاصمة كييف واستئناف الحوار بين سلطات هذا البلد والمعارضة داخل مقر البرلمان. وكان الرئيس اياكونوفيتش أثار سيناريو الانتخابات المسبقة خلال لقاء جمعه بنواب حزبه الأسبوع الماضي ضمن محاولة للتوصل إلى أرضية توافقية مع المعارضة المصرة على رحيله. وإلى جانب هذا السيناريو، كان ايانوكوفيتش طرح سيناريو أول بالعفو على المحتجين المعتقلين مقابل اخلاء المباني العمومية التي يحتلونها في مهلة 15 يوما سرعان ما رفضته المعارضة وطالبت بدلا عن ذلك بالإفراج غير المشروط عن المتظاهرين المعتقلين. ورغم ذلك، فإن سلطات كييف لم تخف رغبتها في تمرير الخيار الأول الذي تكون قد عرضته مجددا على طاولة التفاوض خلال استئناف الحوار مع المعارضة. ووسط هذا التجاذب بين الجانبين من المنتظر أن تجري اشتون محادثات مع الجانبين المتصارعين حول مسألة المساعدة المالية التي يمكن للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تقديمها لأوكرانيا لمساعدته على الخروج من أزمتها. والمؤكد أن زيارة المسؤولة الأوروبية للسياسة الخارجية تأتي في إطار الطلب الذي تقدمت به المعارضة الأوكرانية بتدخل دولي لاحتواء الأزمة. وهو ما يطرح التساؤل حول كيفية تعامل كييف مع زيارة اشتون وهل سيكون ذلك بداية لتنازلها عن مواقفها على حساب تقاربها مع روسيا الذي كان السبب الرئيسي في اندلاع موجة الاحتجاج التي وصفت بغير المسبوقة في البلاد. غير أن هذا التساؤل يبقى مطروحا خاصة وان المساعدة المالية التي يعرضها الغرب لا تساوي تلك المقترحة من قبل روسيا التي اقترحت قرضا بقيمة 15 مليار دولار منها ثلاثة ملايير تم دفعها مع خفض قيمة الغاز ب 30 بالمئة.