صرح السيد عمار غول، رئيس حزب تجمع أمل الجزائر "تاج"، أن إعلان رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة مسألة أيام فقط، قائلا بصريح العبارة "بعد أيام قليلة سيصاب الكثير بصدمة" في إشارة منه للجهات التي تعارض ترشح الرئيس. كما دعا السيد غول جميع الفاعلين لجعل الحملة الانتخابية فرصة لتعزيز مكاسب الجزائر والابتعاد عن صناعة أجواء مشحونة ومتوترة من شأنها زعزعة استقرار الجزائر وقيادتها نحو مصير مجهول يرجعها لمرحلة التسعينيات. جدد السيد غول دعم حزبه لترشح ومساندة رئيس الجمهورية لعهدة رئاسية رابعة من قناعته بأن الجزائر ومنطقة الساحل بحاجة إلى حنكة الرئيس، وفي هذا السياق قال إن "تاج" تجاوز مرحلة التفكير فيما إذا كان الرئيس سيترشح أم لا، وهو يحضر حاليا للحملة الانتخابية، حيث شرع في تنصيب المديرية الوطنية للحملة التابعة لحزبه. وأضاف السيد غول خلال الندوة الوطنية لإطارات حزبه، أمس، بفندق الرياض بسيدي فرج بالعاصمة، أن "الجهات التي تقول بأن الرئيس لن يترشح، متخوفة من المنافسة وهي تحاول إقناع الشعب لتزكيتها ومنحها توقيعاته لأن الكثير منها عاجزة عن جمع ال 60 ألف توقيع التي تسمح لها بالترشح". ودعا السيد غول الشخصيات التي أعلنت عن ترشحها لخوض غمار الرئاسيات في 17 أفريل المقبل لتحضير برامج حملتها التي تخاطب بها الشعب والابتعاد عن بناء خطاباتها على مسألة ترشح الرئيس من عدمه. وفي ندوة صحفية عقدها عقب الندوة ذكر السيد غول بأن رئيس الجمهورية يتابع يوميا نشاط الحكومة وعمل كل المؤسسات ولم تتوقف الجزائر يوما رغم الهجمات التي تلقتها بعد مرض الرئيس. وفي معرض حديثه، شدد المتحدث على ضرورة دخول حملة انتخابية مبنية على التنافس النزيه والشريف الذي يسير بالوطن نحو التقدم وليس نحو التأخر لأن الشعب الجزائري عانى كثيرا ولا يريد أن يعود مرة أخرى لسنوات الإرهاب والدمار، مشيرا إلى أن الجزائر اليوم تنعم بالأمن والاستقرار وهذا المكسب الثمين لا يمكن أن يفرط فيه أحد –يقول السيد غول – الذي قال بأن حزبه سيتصدى لكل من يحاول المساس بأمن الجزائر أو يهز استقرارها من خلال تصريح أو أي تصرف آخر. كما حذر المتحدث من الانخراط فيما أسماه بالمؤامرات التي تحاك ضد الجزائر بجعل بعض الشخصيات عصا في يد الخارج أو شريكا في تطبيعها نحو ما وصفه بمستنقعات الأجندات التي صممت ضد البلدان العربية. وأضاف السيد غول بأن حزبه يحترم كل المترشحين للرئاسيات وحتى المقاطعين والمحايدين وفقا لمبادئ الديمقراطية، غير أنه لن يسكت عن أي تجاوز للخطوط الحمراء التي تمس باستقرار الجزائر لأن المرحلة الحالية بحاجة إلى هدوء وتغليب الصالح العام للبلاد على كل مصالح أخرى وليس بحاجة إلى إشعال نار الفتنة وإلى مغامرات على حد تعبيره. وفند المتحدث باسم تجمع أمل الجزائر تفنيدا قاطعا ما روج له حول قيام حزبه بسحب استمارات جمع التوقيعات لصالح رئيس الجمهورية قبل أن يعلن الرئيس رسميا عن ترشحه ويسحب ملف الترشح من وزارة الداخلية، في الوقت الذي أكد فيه السيد الطيب بلعيز وزير الداخلية، الأسبوع الماضي، أن رئيس الجمهورية لم يسحب لحد الآن ملف الترشح، حيث أوضح السيد غول بأن حزبه لم يشرع في جمع هذه التوقيعات غير المسموح بها قانونا قبل سحب ملف الترشح، بل أعطى تعليمات لمناضليه والمتعاطفين معه عبر كل ولايات الوطن لكي لا يمنحوا توقيعاتهم لأي مترشح آخر قد يوهمهم بأن الرئيس لن يترشح، مشيرا إلى أن قواعده النضالية جاهزة لجمع هذه التوقيعات في يوم أو يومين فقط عندما يسحب الرئيس ملف الترشح من وزارة الداخلية. كما أكد المتحدث أن الحديث الذي يروج حول انسحاب بعض الأحزاب التي انضمت إلى مجموعة الوفاء والاستقرار التي تأسست مؤخرا لمساندة رئيس الجمهورية مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة، مضيفا أن هذه المجموعة ستتوسع لتضم 50 حزبا قبل الانتخابات الرئاسية، حيث تلقت اتصالات من عدة شخصيات وأحزاب جديدة أعلنت عن رغبتها في الانضمام لهذه المبادرة.