بدأت تعليمة والي العاصمة السيد عبد القادر زوخ الخاصة بضرورة الحفاظ على نظافة حافلات نقل المسافرين، تعطي ثمارها، حيث بات الناقلون يحسبون ألف حساب لتعليمة الوالي، التي أمر بتطبيقها قبل شهرين من الآن، لاسيما أن الإجراءات العقابية التي أقرها الوالي بدأت تدخل حيّز التنفيذ، وأبرزها جر الحافلات غير النظيفة إلى المحشر، ودفع غرامات مالية، حيث يتم تسجيل أزيد من 70 مخالفة أسبوعيا من أجل دفعهم إلى احترام التعليمة، وبالتالي توفير نظافة داخل الحافلات، وتقديم خدمات في المستوى للمسافرين، حسب رئيس الاتحادية الوطنية للناقلين الخواص السيد عبد القادر بوشريط. كشفت الجولة الاستطلاعية التي قادت "المساء" إلى بعض مواقف الحافلات الفرعية التابعة لولاية الجزائر بداية من بلديتي الرغاية والرويبة، عن وجود حرص شديد على تنفيذ تعليمة والي العاصمة، القاضية بالحفاظ على نظافة الحافلة، حيث أكد عدد كبير من الناقلين على مستوى محطة "كاستور" بمدينة الرويبة شرق العاصمة ل "المساء"، أنهم ملزمون بالحفاظ على نظافة الحافلة من الداخل والخارج وفقا لتعليمة الولاية، فإما الالتزام بتطبيق بنود التعليمة، أو مواجهة جملة من العقوبات الصارمة، وقد ينتهي الأمر إلى إدخال الحافلة إلى المحشر لآجال قد تزيد عن ثلاثة أشهر. كما أضاف بعض الناقلين الذين التقيناهم على مستوى محطة الرغاية، أن الحفاظ على النظافة داخل الحافلات أمر مستحيل؛ لأن المسافرين لا يحترمون شروط النظافة، مؤكدين أنهم يضطرون لتنظيفها يوميا من الداخل والخارج. وتابع محدثونا أن أغلبية الناقلين أصبحوا الآن مجبَرين على تنفيذ التعليمة بحذافيرها، فإما الانصياع للتعليمة الجديدة وتوفير النظافة بشكل يومي داخل الحافلة، وكذا تنظيف الحافلات من الخارج أيضا، أو تكبّد خسائر كبيرة بعد دفع الغرامات المالية، مضيفين أن عددا كبيرا من الناقلين الخواص لم ينصاعوا للتعليمة، لكنهم أُجبروا على دفع غرامات مالية من قبل الجهات الوصية، والبعض وُجهت حافلاتهم إلى المحشر. ويؤكد بعض المسافرين أن عددا كبيرا من الناقلين الخواص ضربوا بالتعليمة عرض الحائط، ولاتزال الحافلات التي يشتغلون بها متسخة إلى حد بعيد على الرغم من التوصيات التي أمرت بها مديرية النقل، والمرسَلة على شكل تعليمات كتابية توضح الإجراءات العقابية المتخذة في حال عدم تنفيذ التعليمة. وأفاد أصحاب الحافلات الناشطون عبر خط بومرداس- العاصمة، أن التغيرات الجوية التي تحصل من حين إلى آخر، تجعلهم لا يتحكمون في نظافة الحافلات، فأحيانا يكون الجو صحوا عند الانطلاق من محطة بومرداس، لكنهم يتفاجأون بتغيرات جوية مثل تساقط المطر على مشارف العاصمة، وهو الوضع الذي يؤدي إلى اتساخ الحافلة، والعكس صحيح، وهذا الوضع دفع بالكثير من الناقلين عبر الولايات، إلى دفع غرامات مالية معتبرة، والبعض زُج بحافلاتهم إلى المحشر. وقال رئيس الاتحادية الوطنية للناقلين الخواص السيد عبد القادر بوشريط، إن دفتر الشروط الخاص بنشاط النقل، يؤكد على النظافة داخل الحافلة، إلى جانب بنود أخرى تخص وجود بطاقة تبين هوية القابض والسائق، لكن للأسف فالناقلون لا يحترمون التعليمة، لذا فالأمر أصبح يستدعي تدخّل الجهات الوصية لتقديم خدمات أحسن للمسافرين، عن طريق تخصيص أعوان يراقبون مدى تطبيق التعليمة، والحرص على تطبيقها، مشيرا إلى أن عدد المخالفات التي يتم تسجيلها من قبل الجهات الوصية، أزيد من 70 مخالفة في الأسبوع الواحد، حيث يتم تغريم المخالفين بمبالغ مالية من أجل دفعهم إلى احترام التعليمة، وبالتالي توفير نظافة داخل الحافلات، وتقديم خدمات في المستوى للمسافرين.