تزداد حدة القبضة بين الحكومة الأوكرانية والمعارضة، التي تصر على مواصلة مواجهة الرئيس فيكتور أيانوكوفيتش إلى غاية حمله على الرحيل.وشهدت ساحة ميدان في قلب العاصمة كييف، مظاهرة عارمة شارك فيها ما لا يقل عن 70 ألف محتج لم يمنعهم الجو الماطر وانخفاض درجات الحرارة إلى أدنى مستوياتها، من الاستجابة لنداء المعارضة؛ لمواصلة الاحتجاجات المطالبة برحيل رئيس البلاد. وجاءت هذه المظاهرة الاحتجاجية الضخمة غداة اللقاء الذي جمع الرئيس الأوكراني بنظيره الروسي فلاديمير بوتين نهار الجمعة، على هامش انطلاق الألعاب الأولمبية الشتوية بمدينة سوتشي. ولكن فيتالي كليتشكو أحد أهم قادة المعارضة المناهضين للتقارب مع روسيا، طالب كافة الأوكرانيين بالدخول في إضراب عام يوم الخميس المقبل، والخروج إلى مختلف شوارع البلاد حاملين الرايات الوطنية. وأكثر من ذلك، ذهب إلى حد تحدّي الرئيس أيانوكوفيتش بالنزول إلى ساحة الميدان التي يعتصم بها المعارضون، لسماع هؤلاء ماذا يقولون عنه. وقال: "لا يمكنهم تحطيمنا، سنواصل كفاحنا"، قبل أن يدعو الجميع إلى التسجيل في وحدات الدفاع الذاتي في كل أنحاء البلاد وأتباع شعار "أنا أوكراني، أنا لا أخاف". وهو ما ينذر بتصعيد قادم في القبضة الحديدية بين المعارضة الأوكرانية وسلطات كييف، والتي اندلعت منذ شهر نوفمبر الماضي، بسبب قرار الحكومة إلغاء اتفاقيات شراكة مع الاتحاد الأوروبي، اعتبرتها المعارضة دليلا على رغبة الرئيس في الإبقاء على تقاربه مع روسيا على حساب الغرب. وتَسبب ذلك في اندلاع أزمة حادة صاحبتها مظاهرات احتجاجية عنيفة، سرعان ما بدأت تأخذ أبعادا دولية بعد أن تدخّل الاتحاد الأوروبي من جهة وروسيا من جهة ثانية، على خط الوساطة لاحتواء الأزمة. ووضع ذلك الرئيس الأوكراني في مأزق لا يُحسد عليه بعد أن وجد نفسه تحت ضغط قوى فاعلة مختلفة الأهداف والمصالح. فمن جهة، سارعت روسيا إلى تقديم مساعدات مالية إلى أوكرانيا، كما وعدت بتزويدها بالغاز في نفس الوقت الذي عرض الاتحاد الأوروبي مساعدة مالية لكييف من أجل احتواء الأزمة.