يبحث البرلمان الأوكراني، اليوم، تنازلات جديدة محتملة تقدمها السلطة للمحتجين المطالبين بالتقارب مع أوروبا وبينها عفو عن متظاهرين مسجونين من أجل نزع فتيل الأزمة التي تشهدها البلاد، فيما دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى التوسط من أجل حوار بناء في كييف. وحذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من أي تدخل، معتبرا أنه غير مقبول في الشؤون الداخلية الأوكرانية، مضيفا أنه سينتظر تشكيل حكومة أوكرانية جديدة، لضمان تطبيق الاتفاقات المبرمة في ديسمبر بخصوص مساعدة بقيمة 15 مليار دولار.وقال بوتين: "اعتقد أن الشعب الأوكراني قادر على حل مشاكله ب"وسائله الخاصة"، مضيفا أن روسيا لن تتدخل أبدا في هذه الأزمة، داعيا الأوروبيين إلى القيام بالشيء نفسه. وكرر تحذيره، اليوم، بعد محادثة هاتفية مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.بموازاة ذلك، استمرت، اليوم، النقاشات في البرلمان الأوكراني المنعقد في جلسة استثنائية منذ صباح أمس، بخصوص مشروع قانون عفو عن المتظاهرين المعتقلين في اعقاب الاضطرابات في الأسابيع الأخيرة، نظرا إلى قطع الجلسة عدة مرات وتواصلها مساء.من جانبه، أعلن رئيس الحكومة بالوكالة نائب رئيس الوزراء سيرجي أربوزوف، أن المعارضة والحكومة يتابعان الحوار من أجل الخروج من الأزمة، مشيرا إلى أن الحكومة مستعدة من جهتها لتوفير الشروط الضرورية للاستقرار الوطني.وردا على سؤال عما إذا كان يصر على مطالبته برحيل رئيس الدولة، قال بطل الملاكمة السابق فيتالي كليتشكو- أحد قادة المعارضة- فلنحل المشاكل واحدة تلو الأخرى، رغم أن استقالة يانوكوفيتش قد تكون إجراء منطقيا.وفي سياق متصل، اعتبر مدير المخابرات الأمريكية، جيمس كلابر، أن يانوكوفيتش، لديه نية حازمة بالبقاء في السلطة، مرجحا أنه سيلجأ إلى التخويف ووسائل غير قانونية لضمان إعادة انتخابه في 2015.وساد الهدوء، اليوم، وسط كييف، باستثناء عدة مجموعات من مئات ناشطي المعارضة الذين ارتدوا الخوذات وحملوا العصي أثناء تنفيذ دوريات في ميدان الاستقلال.جدير بالذكر، أن حركة الاحتجاج، بدأت أثر قرار مفاجئ للرئيس يانوكوفيتش في نهاية نوفمبر برفض التوقيع على اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي يجري إعداده منذ سنوات، لمصلحة التقرب من روسيا التي منحت أوكرانيا خط ائتمان بقيمة 15 مليار دولار وخفضت سعر الغاز المصدر إليها.