وضعت إيران، أمس، خطوطا حمراء أكدت أنه لا يمكن تخطيها في مفاوضاتها المقبلة مع الدول الغربية المنتظر انطلاقها يومي 18و19 بالعاصمة النمساوية فيينا قصد التوصل إلى اتفاق نهائي حول أزمة الملف النووي الإيراني. وأكدت السلطات الإيرانية، من جهة أخرى، رفضها الخوض في برنامجها الباليستي ومواقعها النووية ومسألة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة بقناعة انها حقوق شرعية لا يمكن التنازل عنها. وقال عباس الرغشي نائب وزير الخارجية الإيراني ورئيس الوفد المفاوض إنه "كما في المفاوضات السابقة فإننا لا نسمح بإثارة المسائل الدفاعية التي تعتبر بالنسبة لنا خطوطا حمراء". وجاءت تأكيدات المسؤول الإيراني ردا على تصريحات لوندي شرمان نائب كاتب الدولة الأمريكية للخارجية التي أكدت من خلالها على ضرورة بحث مسالة الصواريخ الباليستية في البرنامج النووي الإيراني من أجل التوصل إلى اتفاق شامل يطوي نهائيا ملف الأزمة النووية الإيرانية المستمرة منذ أكثر منذ عقد من الزمن. واعتبرت المسؤولة الأمريكية أن إيران ليست بحاجة إلى مفاعل الماء الثقيل بمنطقة اراك الموجود قيد البناء أو إلى موقع فوردو المختص في تخصيب اليورانيوم. وتبدي الدول الغربية وخاصة إسرائيل مخاوف من برنامج الصورايخ الباليستية الإيرانية خاصة ما تعلق بالصواريخ التي يتعدى مداها مسافة 2000 كلم والتي بإمكانها ضرب أهداف في عمق دولة الاحتلال الإسرائيلي. وتؤكد الشروط الإيرانية أن مفاوضات فيينا القادمة التي تأتي استكمالا للاتفاق النووي الموقع بين إيران ومجموعة 5+1 في نوفمبر الماضي ستكون صعبة إن لم نقل مستعصية خاصة وأن الدول الغربية تريد التوصل إلى اتفاق شامل يضمن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني. وتتأكد صعوبة هذه المفاوضات في ظل إعلان السلطات الايرانية أمس عن استحداثها لنوع جديد من محطات الطرد المركزي تعادل قوتها 15 مرة قوة محطات الطرد المركزي من الجيل الأول التي تستخدمها حاليا بسرعة 700 متر في الثانية و60 ألف دورة في الدقيقة. وقال علي اكبر صالحي رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية أن الخبراء الإيرانيين تمكنوا منذ التوقيع على اتفاق جنيف من تطوير جهاز طرد مركزي فاجأ الغرب لكن هذا الجهاز يندرج في إطار أنشطة البحث الجارية بمفاعل نتانز". ورغم تطمينات صالحي بان الجهاز يدخل في إطار سلمي وسيستخدم قريبا في المركز الطبي الرازي بمنطقة كراج غرب البلاد لإنتاج اللقاحات المستعملة في عمليات عزل بلازما الدم فان الدول الغربية ستنظر دون شك إلى هذا الانجاز بعين من الريبة حول دواعي إنتاجه. وأكثر من ذلك فقد تتخذه ذريعة لاتهام إيران بخرق اتفاق جنيف الذي نص على عدم قيام هذه الدولة بأي إنتاج لمراكز الطرد المركزية خلال فترة الستة أشهر للتأكد من حسن نوايا إيران. ولتأكيد هذه النوايا، أبدى الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس استعداد بلاده لمواصلة مفاوضاتها مع "مجموعة 5+1" للتوصل إلى اتفاق شامل حول برنامجها النووي المثير للجدل. ثم أن إيران وافقت على بحث الشق العسكري في هذا البرنامج مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وستقوم لأول مرة منذ عدة سنوات بتزويد الوكالة الدولية بمعلومات حول تطوير أجهزة التفجير المستخدمة في صناعة القنبلة الذرية.