هل أصبح مصير التلاميذ رهينة مساومات نقابات قطاع التربية؟ سؤال يطرح نفسه بإلحاح مع استمرار الإضراب رغم اعتراف وتأكيد الطرفين (نقابات ووزارة) أن النسبة الكبيرة من المطالب قد تم الاتفاق عليها. معنى ذلك أن هذه النقابات حققت مكاسب كانت تطالب بها وأن باب الحوار لم يغلق في وجهها من أجل إنقاذ مصير التلاميذ، لكن يبدو أن قرار التمسك بالإضراب هو الغالب لدى النقابات دون مراعاة أي شيء آخر، حتى وإن تعلق الأمر بضياع الموسم الدراسي! نقول هذا لأن الوضع بلغ درجة من التعفن بعد أن بلغ السيل الزبى وتوشك معه مصلحة التلاميذ أن تضيع نهائيا وسط سيل المساومات والمزايدات حتى بين بعض النقابات أنفسها. وإن كانت الوزارة قد سارعت إلى عقد جلسة حوار جديدة (أمس) وتنازلت عن بعض مواقفها بالاستجابة إلى مطالب النقابات باستثناء مطلب أو مطلبين يستدعيان المزيد من الحوار، فإن النقابات مطالبة أيضا بالتنازل عن التحقيق الآني لهذين المطلبين من أجل تدارك ما فات والعودة إلى أقسام الدراسة، مع التمسك طبعا بما تبقى من مطالب دون أن يؤثر ذلك على مستقبل التلاميذ خاصة المقبلين على الامتحانات المصيرية، لأن الاستمرار في الإضراب يعد جريمة في حق التلاميذ الذين لاذنب لهم في لعبة شد الحبل التي يبدو أنها ستطول إذا ما استمرت على هذا الحال. فهل تستيقظ الضمائر وتتغلب لغة الحكمة والتعقل ويعود التلاميذ إلى مقاعد الدراسة؟ أم أن لا أحد يهمه مصير التلميذ؟