حقق فريق شباب قسنطينة، عشية أول أمس، تأهلا تاريخيا إلى الدور المقبل من كأس الكاف، بعد فوزه في المباراة التي جمعته بضيفه نادي نيجلاك من النيجر على أرضية ملعب الشهيد حملاوي، بحضور حوالي 30 ألف مناصر، في مقابلة لم يحسم فيها أصحاب الأرض التأهل إلا في الثواني العشر الأخيرة من عمر اللقاء الذي أداره الحكم المغربي منير مبروك بمساعدة مواطنيه، مهيب فيلالي وإبراهيم الشماني. ودخل أشبال المدرب الفرنسي برنار سيموندي، اللقاء مرتبكين، رغم أنهم كانوا معززين بآلاف الأنصار، وكان الخوف باديا على التشكيلة القسنطينية التي كانت تفكر في هدف واحد وهو تدارك نتيجة المقابلة الفارطة والهزيمة التي منيوا بها في لقاء الذهاب بعاصمة النيجر نيامي مند أسبوع، بعدما تلقت شباك الحارس ناتاش هدفين في الشوط الثاني، ونظم زملاء بزاز أنفسهم بعد مرور نصف ساعة، ودخلوا في اللقاء، وبعد ضغط لمدة دقائق، استطاع أصحاب الأرض فك عقدة التهديف في المنافسة الإفريقية عن طريق ركنية نفذها الدولي السابق، ياسين بزاز، وحولها المدافع إيسوفو برأسية قوية إلى هدف ضد مرماه، خذا الهدف زاد من عزيمة أصحاب الأرض لتعديل النتيجة قبل نهاية الشوط الأول، ونجح حنايني في ذلك قبل نهاية المرحلة الأولى بدقيقة، حيث استفاد من كرة في العمق حولها إلى هدف بعدما رفع الكرة فوق رأس الحارس قربة الذي كان متقدما نوعا ما، وهو الهدف الذي حرر اللاعبين والأنصار، مما جعل هجوم الشباب يضيف الهدف الثالث بعد أقل من 10 دقائق من بداية الشوط الثاني عن طريق سامر برأسية مباغتة على أثر المخالفة التي نفذها بزاز، ودخل بعدها الشباب في التساهل وتضييع الفرص رغم أنهم كانوا قادرين على إضافة الرابع وقتل المقابلة، وجاءتهم المفاجأة من هجمة معاكسة للفريق الضيف الذي لم يستسلم إلى غاية نهاية المباراة رغم أنه أكمل المباراة بعشرة لاعبين بعد طرد المدافع مرياما في الربع الساعة الأخير، حيث قاد أبوبكر هجمة معاكسة وسدد كرة من قرابة 40 مترا، باغتت الحارس قواوي بعدما ارتطمت بالأرض قبل وصولها إلى المرمى وهو الهدف الذي نزل كالصاعقة على الأنصار خاصة وأنه جاء في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، وظن الجميع أن رحلة المنافسة الإفريقية قد تبخرت، إلا أن عزيمة أصحاب الأرض كانت أكبر، واستغلوا الثواني المتبقية من اللقاء، في هجمة أخيرة أتت أكلها بعدما تمت عرقلة البديل معيزة داخل منطقة الجزاء، وتولى بزاز أكثر اللاعبين خبرة مهمة تنفيذ هذه الضربة التي كانت تحمل وراءها مصير الشباب في المنافسة الإفريقية، وبحنكة كبيرة استطاع مباغتة الحارس برقة، ليعلن عن تأهل فريقه للمرة الأولى في تاريخه للدور المقبل من المنافسة الإفريقية، حيث سيواجهون ”الأسود الحمر” من ليبيريا خلال شهر مارس المقبل، وهي المقابلة التي سيستعد لها الشباب جيدا لتفادي مشكل الإرهاق الذي لحق بالتشكيلة التي خاضت مباراتين في ظرف 24 ساعة بين البطولة والكأس الإفريقية وقبلها مباراتين في توقيت واحد. فريق شباب قسنطينة الذي ضمن التأهل إلى الدور المقبل في كأس الكاف، طوى بمجرد إعلان الحكم المغربي عن نهاية المقابلة، صفحة المنافسة الإفريقية، ليبدأ التفكير في مقابلة الكأس ضد فريق شبيبة الشراقة، لحساب الدور ربع النهائي من كأس الجزائر، المبرمجة هذا الثلاثاء، حيث يراهن المدرب سيموندي على الذهاب بعيدا في هذه المنافسة، بالنظر إلى أن فريقه سيكون المستقبل في مباراة نصف النهائي إذا ضمن التأهل أمام الشراقة، وبرمج سيموندي، صباح أمس، حصة تدريبية استرجاعية، إذ رفض منح لاعبيه راحة وفضل برمجتها بعد نهاية لقاء الشراقة ببولوغين. وأكد مدرب الشباب بعد نهاية اللقاء، أن أشباله يستحقون هذا التأهل، بعد المقابلة الكبيرة التي قدموها في لقاء الذهاب رغم النتيجة التي لم تخدمهم، مضيفا أن فريقه قدم مباراة كبيرة مكنته من تسجيل أربعة أهداف كاملة في مقابلة عرفت سناريو مجنونا، وقال سيموندي أن هذا التأهل تاريخي كونه الأول من نوعه في تاريخ الفريق، وقد جاء في ظروف صعبة بسبب البرمجة التي وصفها بالجهنمية. من جهته، اعتذر حارس المنتخب الوطني السابق، الوناس قواوي، للأنصار عن الهدف المباغت الذي تلقاه، مؤكدا أن فرحة هذا التأهل تذكره بفرحة تأهل الفريق الوطني إلى مونديال جنوب إفريقيا بأم درمان بالسودان ضد الفريق المصري سنة 2009، وقال إن لقطة الهدف فاجأته ولكن إرادة التأهل كانت أقوى لدى زملائه. ووصف مدافع الفريق النيجري، طلاطو، هذا الإقصاء بالمر، خاصة وأن فريقه تنفل إلى قسنطينة للعودة بتأشيرة التأهل بعد الفوز المحقق بنيامي، مضيفا أن التحكيم ساهم بشكل كبير في حسم نتيجة اللقاء خاصة وأنه يعتبر أن ضربة الجزاء التي أعلنها الحكم المغربي خيالية وحددت من تكون له تأشيرة التأهل، وبروح رياضة هنأ فريق شباب قسنطينة على هذا التأهل متمنيا له مشوار طيبا في هذه المنافسة، في حين قاطع ممثلو وسائل الإعلام الجزائرية بملعب الشهيد حملاوي الندوة الصحفية التي نشطها مدرب نادي نيجلاك إسماعيلا، بسبب اللقطة غير الأخلاقية التي قام بها تجاه الإعلاميين وكل من كان واقفا أمامه بعد نهاية اللقاء.