يطالب العديد من الناقلين الخواص المستغلين للكثير من الخطوط الحضرية التي تربط مختلف الأحياء الحضرية بوسط المدينة، بضرورة القيام بإجراء دراسة تقنية علمية وعملية من أجل تنظيم حركة المرور بوسط المدينة ومختلف قطاعاتها الحضرية، إلى جانب العمل على فك الخناق على مختلف ملتقيات الطرق، بسبب تأزم الوضع المتعلق بالنقل الحضري. ومن هذا المنطلق، يصف الناقلون الوضعية ب ”الكارثية” بالنظر إلى الإمكانيات المتوفرة من جهة والتغييرات التي تشهدها غالبية خطوط النقل بسبب مسار الترامواي الذي أدى إنجازه، بالتالي استغلاله إلى إلغاء العديد من الخطوط الحضرية وتغيير مسارات حافلات وخطوط أخرى دون التفكير في الضرر الكبير الذي يلحق بصفة حتمية بالمسافرين ومستغلي الخطوط الحضرية معا، خاصة تلك التي تدر على أصحابها ومستغليها الأموال الوفيرة تتعدى المليون سنتيم في اليوم الواحد. ولعل هذا الوضع الجديد المتجدد هو الذي ساهم بشكل كبير، يقول أحد ممثلي نقابة الناقلين ل ”المساء” في خلق الفوضى وتأزم الوضع واستغلاله من طرف أصحاب السيارات النفعية الذين يفرضون منطقهم على المسافرين من خلال المطالبة بدفع أسعار خيالية أحيانا، مما يجعل المسافر في الكثير من الأحيان مضطرا إلى الدفع على مضض كونه مجبرا على ذلك. وحسب الأمين العام لنقابة الناقلين بولاية وهران، فإن الأمر زاد حدة مع دخول الاستغلال الفعلي للترامواي مجال الخدمة العمومية وأن الاكتظاظ الذي تعرفه مدينة وهران متعلق بانعدام مخطط نقل يتجاوب والمعطيات الجديدة المتمثلة أساسا في ارتفاع عدد السيارات في الحظيرة، إلى جانب العديد من العوامل الأخرى الهامة، الأمر الذي أصبح يفرض إعادة النظر في الوضعية الحالية لمخطط النقل ويجعله يتماشى والمستجدات والوضعية غير المألوفة لدى الوهرانيين الذين تتميز شوارع مدينتهم بالاتساع. ولعل أكبر النقاط السوداء في محال النقل نقطة الالتقاء الموجودة على مستوى ساحة المقراني بوسط المدينة غير بعيد عن دار البلدية وساحة أول نوفمبر التي أصبحت مكان التقاء العديد من الحافلات العاملة على عدة خطوط حضرية، وهو ما جعل الناقلين والمسافرين يعبرون عن انتقادهم لهذه الوضعية المرهِقة في مسار التنقل إلى وسط المدينة حتى أن العديد من الركاب يفضلون النزول وسط الطريق تفاديا للكثير من المشاكل وهي الفرصة التي أصبح يغتنمها العديد من السائقين لإنزال الركاب وسط الطريق من أجل العودة، وبالتالي تقليل مسافة الرحلة مقابل نفس المبلغ، وهو الأمر الذي أصبح يشكل مصدر إزعاج للعديد من المسافرين والركاب وحتى الناقلين على حد سواء. وتعمل مديرية النقل بالتنسيق مع النقابات المختلفة على إيجاد مخرج مشرّف للمسافر والناقل من هذه الوضعية المشينة التي لا تشرف أحدا، كما جاء ذلك على لسان مدير النقل بالولاية السيد طلحة خالد، من منطلق الكثرة والوفرة في عدد الحافلات المستغلة للخطوط المتجهة إلى وسط المدينة وما تدره من أرباح على أصحابها، في الوقت الذي يعاني العديد من المسافرين في القطاعات الحضرية الأخرى من مشكل انعدام النقل بين الأحياء، بسبب عدم تمكن أصحاب المركبات من جني الأموال الكافية لسد الديون المترتبة عليهم من طرف البنوك التي تطالب الجميع مع نهاية كل شهر بالدفع.