غادر الأطفال العراقيون الثلاثة المصابين بتشوهات خلقية في القلب أول أمس الجزائر العاصمة بعد خضوعهم لعمليات جراحية ناجحة. ويتعلق الأمر بكل من سارة أحمد نجم الدين صاحبة السنتين وأحمد فائق نامج البالغ ست سنوات والرضيع ديار اسماعيل البالغ من العمر سنة، الذين عادوا إلى وطنهم معافين رفقة أمهاتهم. وصرح رئيس المجلس الوطني لنقابة الأطباء الجزائريين الدكتور محمد بقاط-بركاني للصحافة أن التكفل الطبي لهؤلاء الأطفال الذي بادرت به النقابة بالتعاون مع الاتحاد العام للعمال الجزائريين يندرج في إطار "التضامن مع الشعب العراقي الذي ساعد الجزائر إبان حرب التحرير الوطنية". وأوضح الدكتور بقاط-بركاني أن هؤلاء الأطفال الذين اجتازوا مرحلة الخطر يشكلون أول فوج من الأطفال العراقيين الذين قررت الجزائر التكفل بهم في انتظار استقبال 13 طفلا أخرا مسجلا في القائمة. وأضاف المتحدث "نظرا لنجاح العمليات الجراحية طلبت منا السلطات العراقية التكفل بأطفال آخرين مصابين بنفس المرض"، موضحا أنه تم تسلم ملفاتهم الطبية. وذكر في هذا السياق بأن جمعية خيرية إسرائيلية كانت قد أبدت إرادتها في التكفل بهؤلاء الأطفال "بإيهام عائلاتهم بأن العمليات الجراحية ستجرى بالأردن لتتضح بعد ذلك نواياها في نقل هؤلاء إلى تل أبيب". وبعد رفضها القاطع لهذا "العرض" طلبت عائلات المرضى من الدكتور العراقي المقيم بالأردن عمر الكبيسي بتوجيه نداء طارئ قصد التكفل بهؤلاء الأطفال وهو ما استجابت له الجزائر عبر الاتحاد العام للعمال الجزائريين. واعتبرت أمهات الأطفال اللواتي تم الالتقاء بهن بمطار هواري بومدين قبل مغادرة الجزائر العاصمة أن هذه التجربة المعاشة في الجزائر كانت "فريدة" مضيفة أن أطفالهن كانوا "في حالة خطيرة جدا" قبل وصولهم إلى الجزائر وكانوا بحاجة إلى عمليات جراحية عاجلة. واعتبرت أن نجاح العمليات الجراحية هي بمثابة "ولادة جديدة" بالنسبة لأطفالهن الذي تعافوا "كليا" إلا سارة التي ستعود إلى الجزائر في غضون ستة أشهر لإجراء فحص طبي. وأشار من جهته الدكتور مصطفى قاصب أن نقابة الأطباء الجزائريين برمجت عمليات جراحية لفائدة 25 طفلا عراقيا أخرا يعانون من تشوهات خلقية في القلب وهذا بالتعاون مع الاتحاد العام للعمال الجزائريين، موضحا أن العملية الواحدة تكلف 5.1 مليون دج.