شرع وزير الشؤون الخارجية السيد رمطان لعمامرة، أمس، في زيارة رسمية إلى إسبانيا تدوم يومين، وذلك بدعوة من نظيره خوسي مانويل غارسيا مارغاليو. وتأتي الزيارة عقب تلك التي أجراها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني إلى الجزائر شهر جوان الماضي. وأفاد بيان لوزارة الشؤون الخارجية، بأن هذه الزيارة تأتي بعد سنة من انعقاد الاجتماع الثنائي رفيع المستوى الخامس بالجزائر العاصمة، والذي أسسته معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون، التي أُبرمت في 8 أكتوبر 2002. كما أنها تهدف إلى مواصلة المباحثات حول "تعزيز" أواصر الصداقة والتعاون بين البلدين، وكذا الحوار والمشاورات حول المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وعلى هامش هذه الزيارة يقوم السيد لعمامرة ونظيره الإسباني، بتدشين منتدى حول المبادرة المتعلقة باستراتيجية الماء في إطار 5+5 ببلنسية، بمشاركة ممثلين عن الدول الأعضاء في مجموعة 5+5 وأعضاء من المنظمات الدولية والإقليمية؛ بصفتهم ملاحظين. وتأتي هذه المبادرة الجزائرية - الإسبانية عقب القرار الذي اتخذه رؤساء دول وحكومات 5+5، الذي تمت المصادقة عليه خلال القمة ال 21 المنعقدة بلافاليت (مالطا) في أكتوبر 2012، والذي أكده وزراء الشؤون الخارجية بنواقشوط في أبريل 2013. وتهدف أيضا إلى إرساء شراكة ضمن دول غرب المتوسط؛ بغية رفع التحديات المرتبطة بهذا المورد النادر، لاسيما فيما يخص الاستفادة الدائمة من الماء الشروب والتطهير ونوعية المياه والحفاظ على البيئة والأمن الغذائي والصحة العمومية وترقية السلام والوقاية من النزاعات، خاصة تلك الناجمة عن تقاسم هذا المورد الثمين. وأشار البيان إلى أن أعضاء 5+5 يعرضون في إطار عدة موائد مستديرة، تجاربهم الوطنية في مجال تسيير الموارد المائية، مضيفا في هذا الصدد أنه سيتم توزيع وثيقة أعدتها الجزائر وإسبانيا حول المبادرة خلال الاجتماع. وتحدد الوثيقة "المحاور الكبرى لاستراتيجية 5+5 حول الماء، والمتعلقة بالسياق والأهداف المتوخاة والمرحلة القادمة". ومن المنتظر أن تتواصل أشغال الملتقى في ولاية وهران خلال الثلاثي الثاني 2014، حيث سيتم في هذا الصدد إطلاق ورشة 5+5 حول الماء. أما استراتيجية غرب المتوسط حول الماء، فمن المتوقَّع أن توسَّع إلى بلدان متوسطية أخرى فور توفر الشروط الملائمة. ويُنتظر أن تغتنم الجزائر هذا اللقاء الذي تشارك فيه بوفد هام يضم ممثلي وزارتي الشؤون الخارجية والموارد المائية، لإبراز التجربة الوطنية في مجال حشد الموارد التقليدية وغير التقليدية لخدمة المواطن، وذلك تطبيقا لأهداف الأفية للتنمية (التزويد بالماء الشروب والاستفادة من التطهير)، انطلاقا من تمسّكها بتعزيز التعاون القطاعي في مجال الماء في غرب المتوسط. للإشارة، فإن المبادرة المشتركة مع إسبانيا حول الماء تُعد الثانية من نوعها بعد تلك المتعلقة بالبيئة والطاقات الجديدة والمتجددة، والتي أفضت إلى انعقاد ندوة وزارية بوهران (أبريل 2010). وكانت زيارة وزير الخارجية الإسباني إلى الجزائر قد أفضت إلى إجراءات جديدة لتسهيل تنقّل الأشخاص بين البلدين، بعد تفعيل اتفاقية وقّعت عليها الحكومة الإسبانية في وقت سابق. كما أشرف الوزير الإسباني بهذه المناسبة، على اختتام منتدى رجال الأعمال الجزائري الإسباني بوهران. ولم يُخف نية بلاده في دخول السوق الإفريقية من خلال تركيزه على ضرورة توجيه النظر نحو التعاون مع الجنوب، مؤكدا أن الجزائر ستلعب دورا مهمّا في هذا المجال؛ كونها ستكون بوابة الاستثمار الإسباني نحو الدول الإفريقية. يُذكر أن إسبانيا تحتل المركز الثالث كممول للجزائر ببعض المواد، وعلى رأسها معدات وتجهيزات قطاع المحروقات، ورابع مستثمر في عدد من القطاعات في بلادنا، وعلى رأسها البناء وترميم العمارات القديمة.