أحيت قرية تابورث ببلدية إيفيغا (دائرة أعزازقة) بولاية تيزي وزو مؤخرا، عيد الزيتون في طبعته الأولى، هذه التظاهرة التي نظمتها لجنة قرية تابورث بالتنسيق مع الجمعية الثقافية للقرية عرفت مشاركة نحو 30 عارضا لمختلف المنتوجات التقليدية، إلى جانب نشاطات ثقافية وفنية مبرمجة لفائدة الزوار والضيوف. وشهد المعرض الذي احتضنته المدرسة الابتدائية لقرية تابورث التي تحمل اسم الشهيد ”ياهو علي”، عرض مختلف المنتوجات التقليدية من فخار، لباس تقليدي، حلي فضية، صناعة السلال والنحت على الخشب، كما تم عرض مختلف الأغراض التقليدية القديمة التي كانت تعتمد عليها العائلات في ممارسة أشغال الحرث والزرع، وحفظ المنتوجات منها ”اشبيلي، اكوفي، اقرداش، ثيسريث” وغيرها، فيما خصصت ساحة المدرسة لنحو 11 معصرة زيتون مشهورة بمنطقة آث غبري، حيث عرض أصحابها منتوج زيت الزيتون. ولقي المعرض إقبالا كبيرا من العائلات، خاصة أن التظاهرة تزامنت مع عطلة نهاية الأسبوع، مما مكنها من قضاء وقت ممتع لاسيما أن الجو كان جميلا وربيعيا، حيث تألقت النساء باللباس التقليدي القبائلي زاهي الألوان. وأوضح عضو لجنة قرية تابورث ل”المساء”، أن لجنة القرية نظمت هذه التظاهرة باعتبارها معروفة منذ القدم بإنتاج وعصر الزيتون، ولما أتيحت لها الفرصة أعدت معرضا تحت شعار ”الزيتون اقتصاد وعادة” لأنه يعتبر مكسب رزقنا في التجارة، وعادة أردنا من خلالها إعادة الاعتبار لزيت الزيتون الذي يحيي العادات التي تصاحبه خاصة تشمليث، التويزة وغيرها، مشيرا إلى أنه تم تنظيم منذ 3 سنوات عيد الزيتون على مستوى بلدية إيفيغا، لكن هذه المرة احتضنته قرية تابورث التي ستحتفل به كعيد كل سنة. وأضاف المتحدث أن برنامج التظاهرة شمل معرضا آخر نظم بالقرية القديمة بمنزلين تمت إعادة تهيئتهما من قبل البلدية، وتم استغلالهما خلال هذه التظاهرة لاحتضان جزء من المعرض، حيث خصص المنزل الأول لعرض الزربية والثاني للأغراض التقليدية المستعملة في القرية القديمة، مشيرا إلى أن هناك برنامجا يهدف إلى إعادة الاعتبار للقرية القديمة عبر تهيئتها والإبقاء عليها كمتحف للزوار. وتم على هامش المعرض زيارة 3 معاصر تقليدية لعصر الزيتون واقعة بقرية تابورث، من بينها معصرة قديمة تعتبر الأولى التي أنجزت بالمنطقة بغية الاطلاع على طريقة تحويل حبات الزيتون إلى زيت جاهز للاستهلاك، وإظهار أن سكان المنطقة لا يزالون يحافظون على الطريقة التقليدية في عصر الزيتون باستعمال ما يسمى ب”اغوراف”، فيما تخلل أيام التظاهرة تنظيم زيارات إلى القرية القديمة لتابورث ويطلع الزوار والضيوف على هندستها المعمارية القديمة والمعرض المقام هناك. كما كان زوار المعرض على موعد مع عرض مسرحي وإلقاء محاضرة حول شجرة الزيتون وأهميتها بالنسبة لسكان القرى.