احتضنت قرية لمصلى التابعة لبلدية إيلولة أومالو الواقعة على بعد حوالي 40 كلم شرق ولاية تيزي وزو، نهاية الأسبوع، فعاليات عيد التين في طبعته السابعة، التظاهرة دعت إليها الجمعية الثقافية “تيغليت لمصلى” بالتنسيق مع لجنة القرية، اختتمت أمس السبت بحفل وزعت خلاله شهادات على المشاركين، وأتبعت بعرض شريط فيديو حول الفاكهة. عرفت الطبعة الجديدة لعيد التين مشاركة أزيد من 45 عارضا وعارضة ممن أثروا التظاهرة بعرض مختلف أنواع التين وكذا الشجرة وكيفية الاعتناء بها، إلى جانب عرض مختلف الصناعات التقليدية التي تبدعها أنامل أبناء الولايات التي شاركت في المعرض، منها اللباس التقليدي، الحلي الفضية، صناعة السلال، الطرز والخياطة، تربية النحل، صناعة الفخار، زيت الزيتون، حياكة الزرابي وغيرها من الحرف اليدوية التي يسعى سكان القرى إلى الحفاظ عليها كونها مصدر رزقهم وإرث قديم. أشرف وفد ممثل لعدة مديريات؛ الثقافة، السياحة، الصناعات التقليدية والمصالح الفلاحية، المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو ومصالح بلدية إيلولا أومالو، على الافتتاح الرسمي للتظاهرة التي جرت في أجواء ميزها الحماس وفرحة عارمة، أمام الإقبال الكبير للمواطنين الذين توافدوا بقوة على المعرض. وحسب ما صرح به رئيس جمعية تيغليت، السيد طاهر بوخنوفة ل«المساء”، فإن تنظيم التظاهرة تم بالتنسيق مع لجنة قرية لمصلى، وقد عرفت هذه الطبعة الجديدة لعيد التين مشاركة 45 عارضا لمختلف المنتجات التقليدية التي يتصدرهم منتجو فاكهة التين الذين عرضوا مختلف أنواع التين، بغية التحسيس بأهمية العناية بالشجرة، علما أن هناك عدة أنواع قد اندثرت لأسباب كثيرة، كما تم عرض منتجات أخرى مثل العسل، زيت الزيتون وغيرها من المنتجات التي هي بحاجة إلى ترقيتها وتطويريها لجعلها موارد خيرات، إلى جانب خلق مناصب للشغل. وأضاف أن قرية لمصلى معروفة بإنتاجها لفاكهة التين، حيث يوجد 6 منتجين لهذه الفاكهة بكميات كبيرة، وحسب المعطيات المتوفرة، فإن إنتاج فاكهة التين هذه السنة سيكون وفيرا رغم أن نضجها سجل تأخرا بسبب التغيرات المناخية، وكِبر عمر شجرة التين، إضافة إلى نقص العناية بالشجرة، ويقدر ثمن الكيلوغرام الواحد حاليا بين 200 و250 دج، من المرتقب أن يعرف انخفاضا مع جمع الغلة بعد نضج الإنتاج كله. ويسعى منظمو التظاهرة إلى جعل العيد ملتقى التعارف بين الفلاحين والحرفيين من أجل تبادل الخبرات والتجارب، وكذا التعريف بمنتجاتهم بغرض تسويقها للمستهلك، فيما ينتظر 8 منتجين لفاكهة التين تجسيد مشروع تدعميهم بوحدات لتجفيف وتعبئة التين، كما سبق وأن وعدت مديرية الفلاحة بذلك خلال الطبعة السابقة، ستسمح هذه الوحدات للمنتجين بتحويل التين الطازج إلى تين جاف في ظروف مواتية تضمن الحفاظ على نكهته وعرضه على المستهلك، حسب ما أوضحه نفس المتحدث، لأن التين يعتبر إلى جانب زيت الزيتون، العسل، الكرز أحد مصادر العيش بالنسبة للعديد من العائلات بالمنطقة. وواظبت قرية لمصلى على إحياء عيد التين منذ 2007 بغية تحسيس الفلاحين بضرورة الحفاظ على الشجرة والاعتناء بها من جهة، وكذا لإخراج القرية من العزلة وخلق ديناميكية وحركية بها كل سنة موازاة مع إحياء العيد. كما تهدف الطبعة الجديدة لعيد التين إلى إعادة الاعتبار لهذه الفاكهة التي تعتبر الفاكهة المفضلة لدى القرويين الذين يعتمدون عليها في تحضير حلويات تقليدية، وتناول التين الجاف مع زيت الزيتون كدواء خاصة في فصل الشتاء، إلى جانب تحضير أطباق خاصة، مثلا ما يسمى ب “اركول لخريف” وغيرها.