تحمل سامية والي رئيسة جمعية ”نشاطات الشباب والترفيه التربوي للأطفال” مختصة في علم النفس التربوي، العديد من المشاريع التربوية التي تصب في مصلحة الطفل بعد الخبرة الكبيرة التي اكتسبتها في تعاملها مع الأطفال المرضى بمستشفى ابن عكنون، على غرار مشروع ”الترفيه الأم والطفل”، حيث تمكنت رفقة بعض زملاء المهنة من تكوين نواد خاصة بالمرضى، تعتبر بمثابة همزة وصل بين المريض والمحيط الخارجي. التقتها ”المساء” على هامش إشرافها على إحياء يوم الشهيد بالمركز الثقافي بالأبيار، وحول أهداف الجمعية ومشاريعها المستقبلية عدنا بهذا اللقاء...
هل لك أن تقدمي لنا بطاقة تقنية عن الجمعية؟ كمختصة نفسانية، لم تكن فكرة تأسيس الجمعية واردة في مخيلتي، إذ كنت أعمل بمستشفى ابن عكنون كإطار تابع لمديرية الشباب والرياضة، مهمتي تنشيط المصالح التربوية الموجودة بالمؤسسات الاستشفائية، وأقوم رفقة طاقم مكون من اجتماعيين ونفسانيين بتأطير النشاطات التربوية الموجهة للأطفال المرضى، وحتى يكون لدينا سند مالي لتوسيع النشاطات، فكرت رفقة بعض الزملاء في تأسيس جمعية بعد خبرة أكثر من 12 سنة في التعامل مع المرضى، وأعتبر اليوم الجمعية بمثابة تكملة لما كنا نقوم به في المستشفيات... أي أنها همزة وصل بين الوسط الاستشفائي والعالم الخارجي.
إذن انتقل عملك من مختصة نفسانية بالمستشفى إلى رئيسة جمعية؟ تكوين الجمعية لم يمنعني مطلقا من أداء مهامي بالمستشفى، بل العكس أصبح عملي مزدوجا، حيث أنشط كمختصة نفسانية على مستوى المستشفى، وأحاول تكييف نشاطات الجمعية ليستفيد منها الأطفال المرضى. ولعل أحسن دليل على ذلك؛ إشراك الجمعية للأطفال المرضى في المسابقة التي نظمناها مؤخرا والخاصة بيوم الشهيد، حيث أبدع الأطفال في تشكيل مجسمات تحاكي ثورة نوفمبر.
كجمعية مختصة بكل ما له علاقة بترفيه الأطفال، ما هي القطاعات التي تتعاملون معها؟ من خلال الجمعية نسعى إلى سد كل احتياجات الأطفال التربوية، الترفيهية، النفسية والثقافية، وهذا العمل يتطلب منا الاعتماد على مختصين في مجالات تخص الأطفال، لذا نربط تعاملنا مع بعض القطاعات ذات الصلة، على غرار وزارة التربية وتهيئة الإقليم، عندما يتعلق الأمر بالنشاط البيئي أو بوزارة التربية، بإحياء بعض المناسبات التربوية كيوم العلم، وكذا مع وزارة التكوين المهني أو مصالح الشرطة عندما يتعلق الأمر بمواضيع خاصة بالتربية المرورية.
بالرجوع إلى نوادي أصدقاء المرضى، فيما يتمثل دور هذه الأخيرة؟ أحيطكم علما بأن مستشفى ابن عكنون يعتبر أول من شهد إنشاء نواد للمرضى، ومن بينها؛ النادي الأخضر الخاص بالمرضى، يستهدف إشراك المريض بتجميل محيطه من خلال المساهمة في غرس النباتات، هذا النشاط يساعده على نسيان مرضه، ويعد بمثابة علاج نفسي، لأن للاخضرار دور كبير في تحقيق التوازن النفسي للمريض. وأحيطكم علما أن النوادي الخضراء في أول الأمر كانت موجهة للأطفال كنوع من الترفيه وتنمية الحس البيئي لديهم، غير أنها اليوم استقطبت اهتمام البالغين من المرضى، مما يعني أنهم في أمس الحاجة إلى مثل هذه النوادي ليتواصلوا مع البيئة ومع غيرهم من المتواجدين بالنادي، وبحسب خبرتنا الميدانية تبين لنا أن هذه النوادي ساهمت في ترقية التواصل بين المرضى بالنظر إلى أن عددا كبيرا منهم يميلون إلى العزلة بسب المرض.
ألم تفكري في إنشاء نواد على مستوى الجمعية؟ حقيقة بعد وقوفي على أهمية النوادي في إحقاق التواصل، أنشأت على مستوى الجمعية ”نادي السلامة المرورية”، هذه الفكرة تولدت لدي بعد وقوفي على ما تحصده حوادث السير من ضحايا، من بينهم أطفال يحرمون من نعمة الحركة، حيث أقوم على مستوى الجمعية بالتوعية عن طريق النوادي.
حدثينا عن مشاريعكم المستقبلية؟ نفكر اليوم على مستوى الجمعية في إيجاد فضاء يقرب بين الأم وأبنائها، فضاء تتخلص فيه الأمهات من كل الالتزامات والارتباطات المهنية والواجبات المنزلية، لتتفرغ فقط للتواصل مع أبنائها، وهو المشروع الذي أسميناه ”الترفيه الأم والطفل” نعمل اليوم على دراسته، حيث نركز فيه على توطيد العلاقة بين الأمهات والأبناء. كما نفكر في مشروع خاص بالأطفال المشاغبين في المؤسسات التربوية، ومشروع حول السياحة الأثرية لتنمية حب الاستكشاف لدى الأطفال.