نظمت جمعية أمين لأنسنة العلاج داخل المؤسسات الاستشفائية، في إطار برنامجها السنوي للتكفل بالأطفال المرضى من الجانب التربوي والنفسي والترفيهي، مؤخرا، نظمت دورة تحسيسية خاصة بالطفل المريض والدراسة داخل المستشفى، أشرف على تنشيطها خبيران فرنسيان هما باتريس بوردو، أستاذ جامعي فرنسي ومختص في التربية، إلى جانب المربية نيقي، مسؤولة على مصلحة تمدرس الأطفال المرضى بفرنسا، ويكمن الهدف من الدورة التحسيسية في الوصول الى تبادل الخبرات والتجارب فيما يخص التكفل بالطفل المريض بالمستشفى من، خلال الاطلاع على التجربة الفرنسية. وأشار الأستاذ والباحث باتريس بوردو من خلال مداخلته بمستشفى »لمين دباغين« بباب الوادي، الى ان البحث عن طريقة »تلقين المعارف لطفل مريض بالمستشفى، مسألة صعبة وتتطلب تضافر جهود العديد من المختصين، الذين ينبغي عليهم الخضوع لتكوين يسهل عليهم التعامل مع طفل مريض، كأن يحسن الأستاذ اختيار نوعية الكتب التي تساعده على تقديم الدرس للمتمدرس المريض، باعتبار التعليم شيئا مهما للطفل خلال فترة مكوثه بالمستشفى، بغض النظر عن نوع المرض الذي يعاني منه، إلى جانب المنشط الترفيهي أيضا الذي يساعده التكوين في اعداد برنامجه، كاختيار الألعاب أو النشاطات الرياضية التي تتماشى والقدرة الصحية للطفل المريض. من جهة أخرى، أشار الخبير الفرنسي إلى نقطة مهمة حيث قال » ينبغي على كل مختص في المستشفى أن يظل في إطار تخصصه ويسعى إلى الحصول على تكوين يساعده في أداء مهمته، أي أن يظل المختص النفساني في إطار تخصصه المتمثل في متابعة الجانب النفسي للطفل المريض، وأن يواظب الأستاذ على اعطاء الدروس بطريقة تتكيف والحالة الصحية للمريض، كما يستحسن أن يلتزم المنشط الذي يهتم بالجانب الترفيهي بأداء مهامه في اطار تخصصه، بحيث لا يتطفل أي مختص على اختصاص الآخر، ومن هنا تكمن أهمية التكوين في اعلام وتحديد طريقة عمل كل الاشخاص الذين يحيطون بالطفل المريض سواء أكانوا اساتذة أو مختصين نفسانيين أو مربين أو منشطين ترفيهيين.
التمدرس بالوسط الاستشفائي يسهم في إنجاح علاج الطفل المريض من جهتها، المربية نيقي حاولت من خلال مداخلتها، التأكيد على اهمية وجود المدرسة بالمستشفى، على اعتبار أنها تسهم الى حد كبير في انجاح العلاج، لأن الطفل بعد دخوله الى المستشفى قد يصاب بحالة من الخوف والاكتئاب الذي من شأنه ان يفقده القوة على التركيز ويصيبه بحالة من الإحباط التي تنقلب سلبا على رغبته في تلقي العلاج، لذا تقول المتدحثة » من خلال عملنا كمربين مع الأخصائيين النفسانيين، نسعى أولا إلى إخراج الطفل المريض من حالته النفسية الصعبة، بعدها نحاول إقناعه بأهمية التعليم على اعتبار أن المدرسة تعني للطفل المريض الحياة، كما أنها تعد همزة وصل بين غرفته بالمستشفى والمحيط الخارجي، وبالتالي، فإن اقتنع ينتباه شعور بأنه لا يعاني من المرض ما دامت قدراته العقلية تعمل على التفكير لمواصلة الدراسة من أجل بناء مستقبله، وكل ذلك يدفعه الى تقبل العلاج والإسراع في شفائه«.
المتابعة النفسية للأولياء تساعد في علاج الطفل المريض وإذا كان الخبيران الفرنسيان قد ركزا على اهمية المدرسة في الوسط الاستشفائي، كونها تسهم في تسريع علاج المريض، فإن الأخصائية النفسانية بمستشفى »لمين دباغين«، أشارت في دردشتها مع »المساء«، الى أهمية التكفل النفسي للأولياء الذين يقيمون رفقة ابنائهم بالمستشفى، والذين غالبا ما تنعكس حالتهم النفسية السيئة على ابنائهم فتتعقد بذلك عملية العلاج، لذا تقول » أخذنا في الاعتبار تخصيص بعض الوقت للاستماع للأولياء ومساعدتهم على تقبل مرض أبنائهم، لا سيما إذا كان المرض مزمنا، حيث نضطر في بعض الأحيان للتعامل مع الأمهات ومتابعة حالتهن النفسية اكثر من الأطفال، وذلك من خلال استحداث بعض الفضاءات التي تساعد الأم في عدم التفكير في مرض ابنها طول الوقت، إذ يمكنها مثلا أن تطبخ أو أن تمارس بعض الأنشطة اليدوية كالخياطة أو الطرز، وبالتالي، الاحتكاك مع غيرها من الأمهات وكل ذلك يساعد في الرفع من معنوياتها، الامر الذي يجعلها تتعامل بصورة إيجابية مع طفلها المريض.