افتتحت، أمس، أشغال المؤتمر الثامن للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين المنظم تحت شعار "التمسك بالأرض وحمايتها"، بحضور الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، وبهذه المناسبة أكد الأمين العام للاتحاد، السيد محمد عليوي، دعم الفلاحين لترشح رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، لعهدة جديدة، مشيرا إلى "أن الفلاحين على العهد باقون" وسيحرصون على مساندة الرئيس لمواصلة مسار البناء والتنمية والسهر على مد جسور التواصل بين ما أنجز وما هو في طريق الإنجاز. كما دعا عليوي الفلاحين المنضوين تحت لواء الاتحاد للمشاركة بقوة خلال الاستحقاقات المقبلة، مذكرا بالإنجازات المحققة في قطاع الفلاحة منذ تولي رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، مقاليد الحكم، مشيرا على سبيل المثال إلى قرار مسح ديون الفلاحين وضمان الدعم المالي والتقني لهم مما سمح بتحقيق قفزة نوعية في الإنتاج الفلاحي، وعليه -يقول عليوي- وجب مواصلة الجهود والعمل بالتنسيق مع كل الفاعلين للرفع من المردودية خاصة بعد أن تم فتح باب الحوار مع الوزارة الوصية للاستماع إلى انشغالات واقتراحات الفلاحين. وبعد أن تم الإعلان عن تجديد الثقة في السيد محمد عليوي لعهدة جديدة على رأس الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، استغل الأمين العام فرصة حضور الوزير الأول، عبد المالك سلال، ليوجه له دعوة لتسريع إصدار المراسيم التنفيذية لتنصيب المجلس الأعلى للقطاع الفلاحي، مع إنشاء لجنة ثنائية تضم الفلاحين وممثلين عن عدة قطاعات تسهر على إنجاح البرامج القطاعية والرفع من قدرات الإنتاج والتخزين. وبخصوص المطالب الرئيسية للاتحاد، تطرق عليوي إلى ضرورة تفعيل قانون التوجيه الفلاحي 16/08 للحفاظ على كل شبر من الأراضي الصالحة للزراعة، مع إقرار مشاركة الاتحاد كمنظمة تمثل الفلاحين والموالين في كل اللجان الوزارية التي تعهد لها مهمة الاستشراف والتخطيط للبرامج القطاعية الكبرى. بالمقابل، أبدى عليوي أمله في أن يتم استغلال التوصيات المنبثقة عن المؤتمر كأرضية عمل لوزارة الفلاحة خلال التحضير للمخطط الخماسي المقبل (2015 /2019). من جهته، نوه وزيرالفلاحة، السيد عبد الوهاب نوري، بأهمية المؤتمر الذي يعتبر موعدا لتشريح واقع القطاع الفلاحي وتحديد الرهانات المستقبلية من طرف المهنيين المدعوين اليوم إلى العمل من أجل النهوض بالقطاع الاقتصادي، مشيرا إلى أن "الفلاح كان دائما مخلصا، صادقا محبا لوطنه، وهو اليوم مدعو للمشاركة في تحقيق العديد من الرهانات السياسية منها والاقتصادية". كما أشار ممثل الحكومة إلى أن القطاع الفلاحي سجل قفزة نوعية خلال السنوات الأخيرة خاصة بعد قرار رئيس الجمهوية سنة 1999 القاضي بتخصيص ما قيمته 3 ملايير دولار سنويا لدعم القطاع بكل الوسائل المادية والتقنية للسهر على ضمان الأمن الغذائي والتحصن من تقلبات الأسواق العالمية المتعلقة بالمنتجات الزراعية واسعة الاستهلاك، وعليه وجب على الفلاحين اليوم بذل المزيد من المجهودات لكسب الرهان. وعلى صعيد آخر، جدد نوري دعم الوزارة لكل الاقتراحات المقدمة من طرف الاتحاد العام للفلاحين الجزائريين، مؤكدا أن المخطط الخماسي المقبل سيركز في محتواه على حماية ودعم المكاسب والإنجازات مع اقتراح تسهيلات للنهوض بالصناعات الغذائية التي ستعطي قيمة مضافة للمنتوج الزراعي. وعلى هامش المؤتمر، أكد وزير الفلاحة أن قطاعه سيكون جاهزا للموعد المحدد من طرف الوزير الأول عبد المالك سلال للانتهاء من تحضير عقود الامتياز للمستثمرات الفلاحية التابعة للدولة، مشيرا إلى أن الديوان الوطني للأراضي الفلاحية انتهي من معالجة 80 بالمائة من الملفات لغاية اليوم والعمل لا يزال متواصلا لغاية 31 جوان المقبل كآخر أجل لتقديم العقود لكل المستفيدين. وعلى هامش المؤتمر الذي يدوم يومين، أهدى الاتحاد الوطني للفلاحين لوحة زيتية باسم "الريف الجزائري" إلى الوزير الأول، عبد المالك سلال، الذي شارك الفلاحين في افتتاح أشغال المؤتمر رفقة وفد وزاري هام، بالإضافة إلى عدد من الوجوه السياسية والوزراء السابقين على رأس وزارة الفلاحة.