يختتم معرض الصور ”شهادات فوتوغرافية” اليوم بمقر بلدية وهران، حيث أقيم إحياء ليوم الشهيد، يضم مجموعة من الصور التاريخية الملتقطة بعدسة المصور الجزائري الراحل محمد كواسي خلال الفترة الممتدة بين 1958 و1963، اختزلت مشوار سنوات لامعة من الكفاح والنضال ضد الوجود الفرنسي في الجزائر. المعرض الذي عرف إقبالا كبيرا للزوار، حملت صوره الفوتوغرافية بعدا إنسانيا يؤرّخ ويمجّد لذاكرة الثورة التحريرية التاريخية، فكلّ صورة تحمل محطة منها، على غرار صورة فوتوغرافية لمعاهدة إيفيان التي تكشف عن عمليات تدريب المجاهدين على إطلاق النار وأخرى عن الخدمات الصحية والعلاجية التي تقدّم للجرحى من قبل الثوار سنة 1959، إضافة إلى صور تبرز ممثلي الحكومة الجزائرية المؤقتة سنة 1962 وكذا الدور الكبير الذي لعبته المرأة الجزائرية المناضلة. كما قدّم المعرض الفني صورا فوتوغرافية تعكس مهارة ملتقطها، حيث تظهر عودة اللاجئين الجزائريين عام 1962، وعن استفتاء تقرير مصير الجزائريين في الفاتح من جويلية 1962، إلى جانب تخصيص فضاء ثان في المعرض خاص بالعلاقات الجزائرية الدولية آنذاك، وفيها صورة فوتوغرافية عن اللقاء الذي جمع بين جوزيف بروز تيتو رئيس الجمهورية اليوغسلافية آنذاك، فرحات عباس وعبد الحفيظ بوصوف سنة 1960، إلى جانب لقاء آخر بين الرئيس الأول لجمهورية غينيا مع الرئيس الراحل أحمد بن بلة، وكذا مقابلة أجراها بيار شولي مع فرحات عباس عام 1960.كما شمل المعرض مجموعة من الصور التي التقطها المصور محمد كواسي، والخاصة بمختلف النشاطات الرياضية والثقافية قبل الاستقلال، منها صورة لأعضاء الفرقة المسرحية الجزائرية عام 1957، وعن المنتخب الوطني بين سنوات 1958 و1996.يعد المصوّر الفوتوغرافي محمد كواسي من مواليد مدينة البليدة سنة 1922، ترعرع في حي القصبة العتيق، هاجر إلى فرنسا وتعلّم فن التصوير الفوتوغرافي ليلتحق سنة 1958 بالحركة السياسية في تونس، حيث كان مسؤولا عن قسم التصوير بوزارة الإعلام لدى الحكومة الجزائرية المستقلة وغطى فرحة الشعب الجزائري بالاستقلال سنة 1962، ثم عمل مصورا بجريدة ”المجاهد”، ليصبح بذلك أحد المؤرخين بالصورة للثورة التحريرية والجزائر بعد الاستقلال.