يسلّط المتحف الوطني للفن المعاصر والحديث، في المعرض والمتلقى المنظم بالعاصمة، الضوء على “المصورين الفوتوغرافيين في الحرب"، الذين رافقوا القضية الجزائرية عبر عدساتهم الجريئة والشجاعة. وستكون مورا شابيدلان ابنة المخرج روني فوتيه، حاضرة للحديث عن والدها الغائب. ينتظر الحدث الفني والتاريخي للأيام الثلاثة المقبلة، تقديم شهادات لمسؤولين أثناء حرب التحرير الوطني، بدءا برضا مالك حول دور وزارة الإعلام للحكومة الجزائرية المؤقتة، وعلي هارون حول المقاومة الجزائرية في طبعاتها الثلاثة، حول خلية الاتصال في جبهة التحرير الوطني في سنوات 56-57. أما لمين بشيشي، فسيعود بذاكرته إلى بدايات الإذاعة الجزائرية ودورها في الترويج للقضية الجزائرية. كما ينتظر مداخلات أخرى لعبد المجيد مرداسي وماري شومينو بخصوص المخاطرة التي كان يتحملها المصورون في الجبال، ناهيك عن عرض أعمال وثائقية تروي أحداث ساقية سيدي بن يوسف واللاجئين الجزائريين في تونس، يناقشها شخصيات مثل روزا ألمونت، نيكول ران، عبد الرزاق هلال، محمد بجاوي، أحمد حالي وموارا شابيدلان نجلة المخرج وصديق الجزائر روني فوتيه، التي ستنوب عنه بعد أن تعذر حظوره بحكم سنه المتقدم. المعرض الذي يحتضنه “الماما" منذ الثلاثاء الماضي ألى غاية الشهر المقبل، سيكشف للجمهور مختلف الصور الفوتوغرافية الملتقطة من قبل عدسات مصورين أجانب وجزائريين، رافقوا مختلف المراحل الحاسمة والمحددة لإرادة الشعب في التخلص من قيد المستعمر الفرنسي. الصور ستروي بألوانها الحيادية، مدى التجاوزات في حق الإنسان الجزائري، وكيف تصرفت دولة المساواة والعدالة مع السكان الأصليين طيلة 130 عام. وكيف حولت الثورة مختلف مناطق الجزائر إلى مسرح درامي وملحمة مشتعلة منذ إعلان الثورة ليلة الفاتح نوفمبر 1954. عن الجزائر ستعلق صور محمد كواسي الناشط في الحدود التونسية، سي قدور سمار الفاعل بقاعدة بن مهيدي الولاية الخامسة المنطقة الخامسة وزميله في الميدان فيصل كمال. إلى جانب أعمال أحمد الزين بسة، الذي رافق احتفالات الجزائريين بنبأ الاستقلال وخروجهم إلى الشوارع لإعلان الفرحة من 1 إلى 8 جويلية 1962. علي العرباوي سيقدم صورا عن الولاية الرابعة، ولمحند الوناس ساولي ما جرى في الولاية الثالثة، ومراد بلخوجة يحوز على مشاهد تاريخية من اتفاقيات إيفيان 19 مارس 1962. بينما الإخوة تاكرلي سينقلون إلى جيل اليوم، كيف كانت تحمض الصور الفوتغرافية في مخابر خاصة بالجبال حيث الثوار. القضية الجزائرية دولت بفضل مساعدة مواطنين أوروبيين، آمنوا بعدالتها نبذوا على ضوء أفكارهم المتحررة، منطق الاستعمار واستغلال الانسان. ومن بين الذين سيذكرهم المعرض، هناك ستيفان لابيدفيك من صربيا أو يوغوسلافيا سابقان وقد استقر به المقام بالولاية الثانية في الشمال القسنطيني، مثل فيتورغو كونتينو الإيطالي، بينما اختار مارك غارانجر صور الغزلان وجهة له، مواطنه إيلي كاغان ظل في فرنسا لالتقاط مجازر مظاهرات 17 أكتوبر 1961، مخلدا الهبة الجزائرية المناصرة لخيار تقرير المصير، رغم تعنت البوليس الباريسي. ولأن شبكة جونسون لم تكن فقط وسيلة لنقل الأموال المدعمة لجبهة التحرير الوطني عن طريق فيدراليتها بفرنسا، فقد أخذ أدولف كامنسكي مسؤولية تصوير الشبكة ونشاطها، فيما صوب الأندونيسي دومنيك بيرتي زوم آلته صوب مظاهرات 11 ديسمبر 1960.