نظمت الفنانة المصورة زينب سديرة في رواق الفن لقصر طوكيو بباريس معرض فيديو بعنوان "حارسات الصور" يخض عمل ذاكرة و الحفاظ على الذاكرة في تاريخ الجزائر. و أرادت الفنانة الجزائرية من خلال هذا المعرض اقتراح إعادة تثمين و بث عمل فوتوغرافي حول حرب التحرير الوطني لمحمد قواسي اعتمادا على شهادة حية عن أرملته صافية بصفتها عاملة خفاء و حارسة ذاكرة حية. و تحرص صفية منذ وفاة زوجها سنة 1996 على الحفاظ على أرشيف الصور الفوتوغرافية بقيمة لا تقدر بثمن حول حرب التحرير الوطني و فترة ما بعد الاستقلال التي تم استرجاعها بعد بيع مخبر صور الفقيد الواقع تحت أقواس شارع زيغود يوسف بالجزائر العاصمة. و أعربت عن أملها في الحفاظ على هذه الكنوز المخبأة حاليا في علب يمكن أن تعرض للجمهور الكبير. و تأسفت كون "الأرشيف لا يؤخذ بعين الاعتبار عندنا". مضيفة أن "الأشخاص يتغيرون و لكن الأرشيف يبقى ثابتا لا يجب أن يرمى و لا يبعد لأنه شاهد حي عن تاريخنا". و بالموازاة مع تنظيم المعرض صدر عمل يضم جميع الصور التي التقطها قواسي بين سنتي 1958 و 1962 مهما كان حجم التكفل بهذه الوثائق ذات القيمة التاريخية الكبيرة يرسم الأحداث الكبرى المسلحة لجيش التحرير الوطني و العمل التنظيمي الكبير في الجبال فمن الاستعجالي إحياء الذاكرة قبل زوال آخر الشهود. و يكشف العرض بالفيديو على شاشتين بالموازاة مع شهادة صافية قواسي الصور التي أبت إلا أن تكون حارسة للذاكرة. و تتضمن هذه المجموعة صورا فوتوغرافية بالأسود و الأبيض بحجم 40x30 سم تروي حقبا جميلة من تاريخ الجزائر. كما تتطرق الصور إلى حياة اللاجئين في تونس و أقسام المدارس المنظمة بالنسبة لعائلات اللاجئين و مدارس التكوين المهني و الاشارة لجيش التحرير الوطني ومصالح الصحة و الأعداد الأولى من صحيفة الجزائر. كما يتضمن المعرض بورتريهات لشخصيات مثل عبد العزيز بوتفليقة حين كان وزيرا للخارجية و بومدين حين كان يشغل منصب رئيس أركان جيش التحرير الوطني و بورتريهات عن مناضلين معروفين من بينهم لخضر بن طوبال و كريم بلقاسم و عبد الحفيظ بوصوف و محمد يزيد و بيار شولي و فرحات عباس و كذا مناضلين مجهولين. كما أنجز المصور بورتريهات لمناضلين أجانب أصدقاء الجزائر و من بينهم أرنستو شي غيفارا و باتريس لومومبا و فيدال كاسترو. و قد قام محمد قواسي الذي يعتبر من رواد التصوير الجزائري و مثالا لالتزام فنان في خدمة حرب التحرير بتخليد الاحتفال بعيد الاستقلال الوطني من خلال صور تبرز فرحة السكان و هم يحتفلون في شوارع الجزائر حاملين العلم الوطن. و قد نظمت زينب سديرة التي تحصلت على جائزة سام ارت بروجكت 2009 لعملها "حراس الصور" عدة معارض عبر العالم من خلال استعمال موارد الفيديو و الفوتوغرافيا و التكنولوجيات الجديدة في مشارعها. وعينت الرسامة التشكيلية في نفس السنة بفرنسا فارسة لمصف الفنون و الآداب.